قالت وزيرة الخارجية الأمريكية المنتهية ولايتها هيلاري كلينتون إن الرئيس محمد مرسي لديه الكثير من النوايا الصحيحة ، وهو ما تأكد من خلال مباحثاتها معه وتقارير عن العديد من الاجتماعات التي تمت بينه وبين مسئولين أمريكيين آخرين ومع وفد الكونجرس الأخير. وقالت كلينتون خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية إن كل ذلك يعطي الانطباع بأن الرئيس مرسي والفريق الذى يعمل من حوله يحاول التعامل مع قضايا الاقتصاد والاستثمار والتجارة والسياحية والإصلاحات السياسية الضرورية.
إلا أنها اعتبرت أن إقدام الرئيس على الاحتفاظ بالكثير من السلطات في يده وإعادة أحكام قانون الطوارئ التي كانت سمة من السمات المميزة لنظام مبارك، يمثلان بعض القلق، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة من جانبها لديها موازناتها كما أن الشعب المصري لديه ما يمكن أن يقوم به فيما يتعلق بما سيؤدي إليه ذلك.
وأوضحت أن المسئولين الأمريكيين يجرون مناقشات مكثفة مع نظرائهم المصريين بما في ذلك الرئيس محمد مرسي، وشددت على أن أولويات الولاياتالمتحدة تشمل وقف التطرف في مصر، ووقف الأسلحة القادمة عبر حدودها، واستعادة الأمن والنظام في سيناء، مشيرة إلى أن ذلك يصب في مصلحة مصر وإسرائيل أيضا.
وأضافت كلينتون أن "واشنطن بحاجة لمحاولة وقف هجمات حركة حماس المستمرة على إسرائيل"، مشيرة إلى أن "هذه الهجمات قد تضر بمصر أيضا على المدى الطويل لأن زمام حماس قد يفلت ولا يمكن السيطرة عليها"، ونوهت بأن هناك قائمة طويلة من القضايا الهامة التي تبحثها الولاياتالمتحدة مع مصر، ومن أهمها حدودها مع ليبيا والسودان.
وقالت إن هناك حدودا طويلة بين مصر والسودان، وأن عدم تأمين الحدود يمثل أحد أكبر المشاكل التي تواجهها مصر ومن بينها تهريب الأسلحة عبر حدودها إلى قطاع غزة، ومن بينها الأسلحة التي يتم تمريرها عبر الحدود مع السودان.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية المنتهية ولايتها هيلاري كلينتون خلال مقابلتها مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية إن مرحلة ما بعد الثورات العربية، مثلما حدث في مصر وليبيا وتونس وأماكن أخرى في المنطقة، لابد أن تعقبها فترة من التكيف.
واضافت :أن ما يمكن أن تقوم به الولاياتالمتحدة هو العمل جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي، لمحاولة الحفاظ على تقدم التحولات في الاتجاه الصحيح، وليس مشاهدة هذه الثورات يتم اختطافها من قبل متطرفين بما يعيد الحكم الديكتاتوري ويغيب سيادة القانون"، مؤكدة أن الانتقال من عقود حكم الحزب الواحد أو الرجل الواحد، والاستيقاظ من الغيبوبة السياسية وفهم الديمقراطية، أمر صعب.
ونوهت بأن من يتولون السلطة اليوم في هذه الدول لم يسبق أن كانوا جزء من الحكم، ولم يكن لديهم فرصة لتعلم كيفية إدارة المؤسسات أو اتخاذ القرارات، وشددت على أهمية محاولة تجنب سيطرة المزيد من العناصر المتطرفة التي تنشط في جميع أنحاء المنطقة على الدول وتهديد بعض النظم في دول يكون الناس فيها قد تلقوا تعليمهم في أمريكا، ويعبرون عن التزامهم باتخاذ قرارات صعبة.
وقالت إن الرئاسة في مصر تنكرت من تصريحات بشأن اليهود والإسرائيليين وأكدت من جديد التزامها بمعاهدة السلام الإسرائيلية المصرية، وهو ما يمثل أساسا لما تأمل الولاياتالمتحدة أن تشاهده يحدث في الشرق الأوسط.
وتابعت: إن الرئيس محمد مرسي أظهر تعاونا كبيرا خلال تفاوضها معه بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار لازال قائما.
وشددت كلينتون على ضرورة الاستمرار في مواصلة السعي إلى الأمام وتسمية الأمور بمسمياتها عندما يحدث شيء غير مناسب.
وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة للرئيس مرسي بسبب دعوته للرئيس السوداني عمر البشير للقيام بزيارتين رسميتين إلى مصر منذ بضعة أشهر دون القبض عليه وفقا لقرارات المحكمة الجنائية الدولية، قالت كلينتون إن هذا ليس قصة غير مألوفة عبر القارة الأفريقية، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة تواصلت مع عدد من الدول التي رحبت بالبشير، مؤكدة أن البشير يجب أن يتحمل مسئولية ما حدث في بلاده في عهده كرئيس.