تحدثت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن تطور الأحداث في مدينة بورسعيد التي وصفتها بأنها في حالة حداد. فقد تجمع آلاف الأشخاص أمام مسجد مريم حيث أقيمت الصلاة وساد الهدوء، ثم انتشرت ضجة كبيرة عندما انطلقت المسيرة لدفن القتلى.
وأبرزت الصحيفة الفرنسية تصريحات أحد المواطنين يدعى طارق حلبيشي وكان هادئا للغاية، حيث قال: "يجعلون بورسعيد تدفع الثمن لشراء الأمن في أماكن أخرى. لدينا الكثير من الثروات هنا في ظل البحر والبترول وقناة السويس. نفضل أن نكون مستقلين على أن نطيع هذه الحكومة. بعد الجنازة، سوف نحرق مراكز الشرطة ومقار الإخوان المسلمين. وسيفهمون غضبنا".
وعند اقتراب الموكب من نادي القوات المسلحة بالقرب من نادي الضباط، أطلق قناصة على أسطح البنايات المحيطة النيران في الهواء وفقًا لشهود العيان. وأصيب الموكب بالذعر وانقلبت التوابيت ورد البعض على إطلاق النار وهو ما أثار إطلاق الغازات المسيلة للدموع. وشددت الصحيفة الفرنسية على أن موكب الجنازة تحول إلى حشد غاضب، فقد تمت مهاجمة الجنازة وهو الأمر الذي يعد خيانة حقيقية. وحلقت المروحيات فوق الحشود. ووقع تبادل لإطلاق النار وتصاعدت الأدخنة في السماء. وحاول مثيرو الشغب إحراق نادي الضباط.
وأوضحت صحيفة "لوفيجارو" أن بورسعيد شهدت أمس اليوم الثاني على التوالي من أعمال العنف. فقد صدر الحكم في قضية مأساة بورسعيد بإعدام 21 متهمًا لتورطهم في أعمال العنف التي أعقبت مباراة كرة القدم بين النادي الأهلي والنادي المصري العام الماضي، وتسببت في مقتل 74 شخصًا. بينما تم تأجيل الحكم على 54 متهمًا آخرين وبصفة خاصة المسئولين وضباط الشرطة الذين يتهمهم المصريون بالسماح بوقوع المجزرة بل وتشجيعها، حيث أغلقت أبواب الاستاد واطفأت الأنوار.
وهو الحكم الذي أسعد أولتراس أهلاوي، حيث كان معظم الضحايا من صفوفه بعد أن انقض مشجعو بورسعيد على مشجعي الأهلي. ويعتبر الكثيرون أن الغرض هو معاقبة أولتراس أهلاوي الذي كان رأس الحربة في المعارك ضد قوات الأمن أثناء الثورة.
ولكن، تسبب صدور حكم الإعدام في إثارة غضب مواطني بورسعيد. فقد تجمع العديد من الأشخاص بالقرب من السجن في المدينة وبدأت الاشتباكات فور صدور الحكم. ووفقًا لأحد شهود العيان، فإن ليست الشرطة فقط هي من أطلقت النار ولكن هناك أيضًا قناصة مجهولين على أسطح المباني المحيطة بالسجن.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن حصيلة القتلى الذين سقطوا يوم السبت هي واحدة من أسوأ ما حدث منذ سقوط حسني مبارك، حيث لقى 33 شخصًا مصرعهم في بورسعيد، من بينهم اثنين من ضباط الشرطة. وأفادت المصادر الطبية بسقوط سبعة قتلى أمس الأحد. ولا تزال مأساة بورسعيد تحصد ضحايا.