لم يسعد أهالى عابدين يوما، بوجود مقر وزارة الداخلية فى قلب منطقتهم، سواء قبل ثورة 25يناير أو بعدها، فقد عانوا لسنوات طويلة من القهر الذى وصل مداه بمنع شباب المنطقة من المرور أمام الوزارة، أو إغلاق الشارع لعدة ساعات أو أيام ، دون أن يجرؤ أحد من أهالى المنطقة على الاعتراض، ورغم المعاناة المستمرة لأهالى عابدين على يد وزارة الداخلية قبل الثورة، إلا أن المنطقة تمتعت بسمعة سيئة لدى المتظاهرين طوال العام الأول للثورة، على خلفية تكرار مشاركة عدد من أهالى عابدين فى التصدى للمظاهرات والاعتصامات، سواء فى ميدان التحرير أو خارجه. وجاءت «مذبحة الألتراس» الأخيرة فى استاد بورسعيد، لتفجر شحنة الغضب المكتومة لدى أهالى عابدين، الذين وجهوا الاتهامات إلى وزارة الداخلية بالتواطؤ مع البلطجية لقتل شباب الألتراس، وهو ما دفع أعداد كبيرة من شباب منطقة عابدين فى المظاهرات المنددة بوزارة الداخلية، فى الشوارع المحيطة بالوزارة، خاصة أن مذبحة الألتراس، راح ضحيتها أحد شباب المنطقة. وكانت بداية مشاركة متظاهرى عابدين فى مواجهة الشرطة، بتصدى تامر فريد، أحد شباب المنطقة المشهورين، لقوات الأمن المركزى، بينما قامت سيدات عابدين بإمداد المتظاهرين ب «الخل» والبصل لمواجهة قنابل الغاز، وعند حلول الصباح، انضمت إلى الأهالى أعداد كبيرة من الثوار، وفى مساء اليوم التالى لأحداث بورسعيد، فوجئ أهالى عابدين بقيام صاحب محل جزارة على بعد أمتار قليلة من الوزارة، يقتحم شوارع المنطقة، بصحبة 20 بلطجيا، قاموا بإطلاق النار من بنادق الخرطوش، واقتحموا المقاهى وعدداً من المنازل، وهو ما تسبب فى وفاة شخص وإصابة العشرات، وطلب البلطجية من الأهالى تسليمهم تامر فريد، الذى يقود المظاهرات ضد الداخلية، وتوعدوا السكان بالمزيد من العنف فى الأيام المقبلة، وهو ما زاد من احتقان الأهالى ضد «الداخلية»، ورغم ذلك انقسموا إلى فريقين، بسبب الذعر الذى عاشته شوارع عابدين على يد البلطجية، فقرر الشباب الاكتفاء بالتظاهر فى شوارع منصور وفهمى، حتى لا يتسببوا فى إيذاء جميع السكان. وفى اليوم الثالث للمواجهات بين المتظاهرين والأمن المركزى، أطلق أحد الضباط قنبلة غاز مسيلة للدموع على أحد محال البويات، فى تقاطع شارعى نوبار ومحمد محمود، وهو ما تسبب فى احتراقه تماما، بالإضافة إلى تكسير الواجهة الزجاجية لمبنى «سيتى مول» للكمبيوتر، وهو ما أثار قلق الأهالى من وصول الحرائق الناتجة عن قنابل الغاز إلى منازلهم، واختناق السيدات وكبار السن فى المنطقة. وفى اليوم نفسه، حاولت أعداد كبيرة من المتظاهرين قطع خطوط إمدادات الأمن المركزى، التى كانت تمر من شارع محمد فريد، إلى الشوارع الخلفية لوزارة الداخلية، إلا أن أهالى المنطقة تصدوا لهم، معللين ذلك، بعدم رغبتهم فى جذب الأمن المركزى إلى الشوارع الجانبية والضيقة، وأعلن شباب المنطقة عن توقفهم عن مساندة المتظاهرين، وشكلوا لجاناً شعبية فى شارع نوبار، لمنع الاشتباكات بين الجانبين. واستفادت قوات الأمن المركزى من الهدنة التى فرضها شباب عابدين فى شارع نوبار، لتكثيف الهجوم على المتظاهرين فى جبهتين فقط، بشارعى منصور ومحمد محمود، بالإضافة إلى عدد من الشوارع الفرعية، أبرزها فهمى، المواجه للباب الرئيسى للوزارة، وعبدالعزيز جاويش، الذى يربط بين شارعى الشيخ ريحان ومحمد محمود، ثم بدأت الشرطة فى وضع الحواجز الأسمنتية فى شارعى منصور وفهمى، لتصبح معظم المنافذ مغلقة أمام المتظاهرين، وهو ما دفعهم إلى اللجوء لشارع عبدالعزيز جاويش، لتشتعل الشرارة الأولى للمواجهات بين سكان المنطقة والمتظاهرين، حيث حاول الأهالى منع الثوار من دخول الشارع، لأن به عمارات سكنية ومحال تجارية، خوفا من استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع، وهو ما يشكل خطرا على حياة السكان. وأثناء المشادات بين المتظاهرين والاهالى، قامت وزارة الداخلية بسحب تشكيلات الأمن المركزى من شارع محمد محمود، وإطفاء الأنوار بالكامل فى الشارع، ودفعت بعدد من العساكر بالملابس المدنية إلى الاشتباك مع المتظاهرين، بمساعدة بلطجية يحملون أسلحة نارية وخرطوشا، واستمرت المعركة بين الجانبين طوال الليل، فيما يشبه «حرب الشوارع»، وهو ما وصفه المتظاهرون بأنه «موقعة جمل» جديدة، بتخطيط من قوات الأمنلم يسعد أهالى عابدين يوما، بوجود مقر وزارة الداخلية فى قلب منطقتهم، سواء قبل ثورة 25يناير أو بعدها، فقد عانوا لسنوات طويلة من القهر الذى وصل مداه بمنع شباب المنطقة من المرور أمام الوزارة، أو إغلاق الشارع لعدة ساعات أو أيام، دون أن يجرؤ أحد من أهالى المنطقة على الاعتراض، ورغم المعاناة المستمرة لأهالى عابدين على يد وزارة الداخلية قبل الثورة، إلا أن المنطقة تمتعت بسمعة سيئة لدى المتظاهرين طوال العام الأول للثورة، على خلفية تكرار مشاركة عدد من أهالى عابدين فى التصدى للمظاهرات والاعتصامات، سواء فى ميدان التحرير أو خارجه. وجاءت «مذبحة الألتراس» الأخيرة فى استاد بورسعيد، لتفجر شحنة الغضب المكتومة لدى أهالى عابدين، الذين وجهوا الاتهامات إلى وزارة الداخلية بالتواطؤ مع البلطجية لقتل شباب الألتراس، وهو ما دفع أعداد كبيرة من شباب منطقة عابدين فى المظاهرات المنددة بوزارة الداخلية، فى الشوارع المحيطة بالوزارة، خاصة أن مذبحة الألتراس، راح ضحيتها أحد شباب المنطقة. وكانت بداية مشاركة متظاهرى عابدين فى مواجهة الشرطة، بتصدى تامر فريد، أحد شباب المنطقة المشهورين، لقوات الأمن المركزى، بينما قامت سيدات عابدين بإمداد المتظاهرين ب «الخل» والبصل لمواجهة قنابل الغاز، وعند حلول الصباح، انضمت إلى الأهالى أعداد كبيرة من الثوار، وفى مساء اليوم التالى لأحداث بورسعيد، فوجئ أهالى عابدين بقيام صاحب محل جزارة على بعد أمتار قليلة من الوزارة، يقتحم شوارع المنطقة، بصحبة 20 بلطجيا، قاموا بإطلاق النار من بنادق الخرطوش، واقتحموا المقاهى وعدداً من المنازل، وهو ما تسبب فى وفاة شخص وإصابة العشرات، وطلب البلطجية من الأهالى تسليمهم تامر فريد، الذى يقود المظاهرات ضد الداخلية، وتوعدوا السكان بالمزيد من العنف فى الأيام المقبلة، وهو ما زاد من احتقان الأهالى ضد «الداخلية»، ورغم ذلك انقسموا إلى فريقين، بسبب الذعر الذى عاشته شوارع عابدين على يد البلطجية، فقرر الشباب الاكتفاء بالتظاهر فى شوارع منصور وفهمى، حتى لا يتسببوا فى إيذاء جميع السكان. وفى اليوم الثالث للمواجهات بين المتظاهرين والأمن المركزى، أطلق أحد الضباط قنبلة غاز مسيلة للدموع على أحد محال البويات، فى تقاطع شارعى نوبار ومحمد محمود، وهو ما تسبب فى احتراقه تماما، بالإضافة إلى تكسير الواجهة الزجاجية لمبنى «سيتى مول» للكمبيوتر، وهو ما أثار قلق الأهالى من وصول الحرائق الناتجة عن قنابل الغاز إلى منازلهم، واختناق السيدات وكبار السن فى المنطقة. وفى اليوم نفسه، حاولت أعداد كبيرة من المتظاهرين قطع خطوط إمدادات الأمن المركزى، التى كانت تمر من شارع محمد فريد، إلى الشوارع الخلفية لوزارة الداخلية، إلا أن أهالى المنطقة تصدوا لهم، معللين ذلك، بعدم رغبتهم فى جذب الأمن المركزى إلى الشوارع الجانبية والضيقة، وأعلن شباب المنطقة عن توقفهم عن مساندة المتظاهرين، وشكلوا لجاناً شعبية فى شارع نوبار، لمنع الاشتباكات بين الجانبين. واستفادت قوات الأمن المركزى من الهدنة التى فرضها شباب عابدين فى شارع نوبار، لتكثيف الهجوم على المتظاهرين فى جبهتين فقط، بشارعى منصور ومحمد محمود، بالإضافة إلى عدد من الشوارع الفرعية، أبرزها فهمى، المواجه للباب الرئيسى للوزارة، وعبدالعزيز جاويش، الذى يربط بين شارعى الشيخ ريحان ومحمد محمود، ثم بدأت الشرطة فى وضع الحواجز الأسمنتية فى شارعى منصور وفهمى، لتصبح معظم المنافذ مغلقة أمام المتظاهرين، وهو ما دفعهم إلى اللجوء لشارع عبدالعزيز جاويش، لتشتعل الشرارة الأولى للمواجهات بين سكان المنطقة والمتظاهرين، حيث حاول الأهالى منع الثوار من دخول الشارع، لأن به عمارات سكنية ومحال تجارية، خوفا من استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع، وهو ما يشكل خطرا على حياة السكان. وأثناء المشادات بين المتظاهرين والاهالى، قامت وزارة الداخلية بسحب تشكيلات الأمن المركزى من شارع محمد محمود، وإطفاء الأنوار بالكامل فى الشارع، ودفعت بعدد من العساكر بالملابس المدنية إلى الاشتباك مع المتظاهرين، بمساعدة بلطجية يحملون أسلحة نارية وخرطوشا، واستمرت المعركة بين الجانبين طوال الليل، فيما يشبه «حرب الشوارع»، وهو ما وصفه المتظاهرون بأنه «موقعة جمل» جديدة، بتخطيط من قوات الأمن السنة الخامسة - العدد 341 – الاثنين – 13/02/2012