أكدت صحيفة "لونوفال أوبسرفاتور" الفرنسية أنه من المستحيل الحديث عما ستسفر عنه المظاهرات المقرر تنظيمها اليوم الثلاثاء من قبل مؤيدي مرسي ومعارضيه على بعد مسافة قصيرة وساعات قليلة.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن المعسكرين سوف يقارنان قوتهما، أنصار الإسلاميين في الحكم من جانب ومعارضيهم من جانب آخر، وذلك قبل أربعة أيام من إجراء الاستفتاء على الاستفتاء الجديد الذي ينتقده بشدة معارضو الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وطرحت الصحيفة تساؤلًا: ماذا سيكون ميزان القوى؟ في رأي الخبراء، تجمع المظاهرات المؤيدة للحكم خلال الأيام الأخيرة الكثير من الناس سواء كان ذلك بسبب التنظيم الجيد والميزانية الأعلى. ففي الواقع، استخدم مؤيدو الرئيس الممارسات ذاتها التي كان يستخدمها الرئيس السابق حسني مبارك من خلال تنظيم قوافل من السيارات إلى أماكن التجمع وكذلك من خلال دفع الأموال لجزء من المتظاهرين، وفقًا لما أفاد به شهود عيان. كما أنهم يمتلكون دعمًا سياسياً، حيث انضم أمس الاثنين السلفيون في حزب النور إلى الإخوان المسلمين.
وكان معارضو الرئيس ومؤيدوه قد دعوا الأسبوع الماضي إلى مظاهرات تنافسية أمام القصر الرئاسي، وهي المواجهة التي انتهت بوقوع اشتباكات أسفرت عن سقوط سبعة قتلى من بين المتظاهرين. وقد أوضح المتحدث باسم الإخوان المسلمين، محمود غزلان، أنه تم إعطاء تعليمات هذا الثلاثاء حتى لا يلتقي مؤيدو مرسي بمعارضيه. وكان العديد من شهود العيان قد أشاروا الأسبوع الماضي إلى قيام الإسلاميين بأفعال منسقة عنيفة ضد المتظاهرين من الجانب الآخر.
وبالتالي، دعت أيضًا جبهة الإنقاذ الوطني – أهم ائتلاف في المعارضة – إلى مظاهرات اليوم الثلاثاء في القاهرة وضواحيها في إشارة إلى الاحتجاج على إجراء الاستفتاء ومسودة الدستور. فعلى الرغم من أن هذا الدستور ينص على تقدم في مجال الديمقراطية الانتخابية، فإنه غير مقبول تمامًا من جانب المدافعين عن حقوق الإنسان، حيث أنه تمت صياغته من قبل أغلبية من الإسلاميين ومستوحى بصورة كبيرة من قوانين إسلامية مثيرة للجدل.
وتساءلت الصحيفة الفرنسية عما إذا كانت هذه المظاهرات سوف تؤثر على الاستفتاء الذي سيجرى السبت القادم أم لا. ففي الواقع، من المستحيل أن نعرف مسبقًا من سوف يلقي الشعب اللوم عليه في الاشتباكات التي سوف تندلع اليوم. ولكن، يرى أغلبية المحللين ومعارضي مرسي أن نتيجة الاستفتاء محسومة. فقد أشار أحد المتظاهرين المعارضين لمرسي إلى تزوير نتيجة الاستفتاء، حيث أن أغلبية المراقبين إسلاميين. ولكن، إذا كان البعض يشير إلى أن ناخبي الإخوان المسلمين تفتتوا كثيرًا وسلطتهم تآكلهم بشدة، فإن تراجع شعبيتهم لا يكفي للتأثير على الاستفتاء. ففي الواقع، كان لدى الإخوان المسلمين الوقت والطرق اللازمة لتنفيذ عمل ميداني منذ أسابيع لإقناع الناخبين، وهو ما لم تتمكن المعارضة من القيام به.