اعتبرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن المواجهات بين معارضي الرئيس محمد مرسي وأنصاره والتي أسفرت عن مقتل خمسة متظاهرين تعد أسوأ أعمال عنف تشهدها مصر منذ انتخاب أول رئيس إسلامي قام بتقسيم البلاد من خلال تعزيز سلطاته.
فقد وقعت معارك بالعصي وقنابل المولوتوف وإلقاء الحجارة طوال الليل في ظل فترات قصيرة من التهدئة حول القصر الرئاسي في حي مصر الجديدة، كما تم سماع دوي إطلاق نار بصورة منتظمة. وأعلن مستشار رابع للرئيس وهو محمد عصمت سيف الدولة استقالته احتجاجًا على ما يحدث.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن المعارضة تتهم مرسي بالسير على طريق نظام ديكتاتوري بعد المرسوم الذي أصدره في الثاني والعشرين من نوفمبر الماضي والذي منح نفسه بمقتضاه سلطات استثنائية ووضع قراراته وكذلك اللجنة المكلفة بصياغة الدستور الجديد بمنأى عن أي طعن. ومن جانبه، يؤكد مرسي أن سلطاته الواسعة "مؤقتة" وتهدف إلى إسراع المرحلة الانتقالية المضطربة. كما تحتج المعارضة على مسودة الدستور الذي من المفترض أن يجرى استفتاء عليها في الخامس عشر من ديسمبر المقبل.
وعلى حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وصفت جماعة الإخوان المسلمين معارضي مرسي ب"بلطجية مسلحين ينتمون إلى المعارضة وبقايا نظام مبارك"، مما أثار غضب المعارضين الذين اتهم بعضهم جماعة الإخوان ب"الفاشية" وتحدثوا عن "ميليشيات" إسلامية. وكتبت صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع الفيسبوك: "محمد مرسي أنت المسئول".
وشددت الصحيفة الفرنسية على أن الرئيس محمد مرسي لم يتحدث منذ بداية أعمال العنف. وأشار الإخوان المسلمون على موقع تويتر إلى أنه سيتحدث اليوم إلى الأمة من أجل "الكشف عن حقائق مهمة ومناقشة المبادرات لحل الأزمة الراهنة"، ولكن أوضح مصدر في الرئاسة أنه لم يتم التأكيد بعد على إلقاء مرسي لخطاب.