وقَّع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرسوماً يشدّد مرة جديدة العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، وخصوصاً عبر تجميد “أيّ أرصدة أو مساهمة في أرصدة تابعة للحكومة الإيرانية” في الولاياتالمتحدة كما أعلن البيت الأبيض. وهذا المرسوم يستهدف القطاع المالي الإيراني، لاسيما البنك المركزي “وأيّ مؤسسة مالية” في البلاد، ويؤدي إلى سريان مفعول عقوبات سبق أنْ وردت في قانون تمويل البنتاغون، الذي صادق عليه أوباما في 31 ديسمبر الماضي. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية “إنَّ التدابير تؤكد على تصميم إدارة أوباما على جعل النظام الإيراني يتحمّل فشله في احترام الإلتزامات الدولية”. وأضاف المصدر”على إيران أن تواجه مستوى غير مسبوق من الضغوط، بسبب العقوبات التي تشدّدها الولاياتالمتحدة ودول أخرى في العالم”. وتابع المصدر أنَّ “المرسوم الجديد الذي نشر اليوم يؤكد مجدداً على رسالة هذه الإدارة إلى الحكومة الإيرانية: عليها مواجهة ضغوط اقتصادية ودبلوماسية أكبر، حتى تبدد القلق المبرر بسبب طبيعة برنامجها النووي”. في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي أنه لا يعتقد أنَّ إسرائيل اتخذت قراراً بتوجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية، وذلك بعد تصريحات متكرّرة لمسؤولين إسرائيليين بإمكان حصول ذلك. وقال أوباما في مقابلة مع شبكة “ان بي سي” “لا أعتقد أنَّ إسرائيل اتخذت قراراً” بضرب المنشآت الإيرانية. ورداً على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستأخذ برأي واشنطن أولاً قبل تنفيذ خطوة مماثلة، أوضح أنه لا يمكنه الخوض في التفاصيل، مضيفاً أنَّ البلدين الحليفين يقومان أكثر من أيِّ وقت مضى “بمشاورات عسكرية وعلى صعيد تبادل المعلومات”. وتابع أوباما “أولويتي الأولى هي أمن الولاياتالمتحدة، ولكن أيضاً أمن اسرائيل، وسنعمل على التأكد من أننا نعمل معاً في وقت نحاول معالجة هذا الأمر دبلوماسياً”. وأكَّد الرئيس الأمريكي أنَّ إيران “باتت تشعر بتأثير” العقوبات الشديدة التي فرضها المجتمع الدولي، مستبعداً أيّ رد إيراني يستهدف الأراضي الأمريكية. وقال أيضاً “كنت واضحاً، سنبذل ما في وسعنا لمنع إيران من حيازة سلاح نووي ولمنع سباق على السلاح النووي في منطقة غير مستقرة”. وأضاف “لقد عبأنا المجتمع الدولي في شكل غير مسبوق. إنهم يشعرون بالتأثير، يشعرون بالضغط”. وعن احتمال أنْ تضرب إيران أهدافاً أمريكية، قال أوباما “لا نرى أيّ دليل على أنّ لديهم نيّات أو قدرات مماثلة”. وتابع “مجدداً، هدفنا هو حلّ هذا الأمر دبلوماسياً. هذا أفضل”. وذكر أنَّ الولاياتالمتحدة لديها “تقديرات جيّدة للغاية” بشأن ما أحرزته إيران من تقدّم بشأن معالجة اليورانيوم، لكنها تواجه بعض الصعوبات في تتبع الآليات السياسية داخل طهران. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في مقال أنَّ وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا يرى أنَّ هناك “احتمالاً كبيراً” لأن تقوم إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية في الربيع. ويتوجه وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إلى واشنطن، فيما يزورها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مارس المقبل، رغم أنَّ اجتماعاً بين نتنياهو وأوباما لم يتأكد حتى الآن. وأكد أوباما في المقابلة مع ان بي سي أنَّ “أيّ نشاط عسكري إضافي في الخليج سيترك تأثيراً كبيراً علينا. قد يؤثر هذا الأمر في أسعار النفط”. ويرى محللون أنَّ التلميحات والتهديدات والإشارات السياسية المبطنة من جانب إسرائيل، حول شنّ هجوم محتمل على إيران، تزيد الضغوط على أوباما وتشكل موضوعاً ساخناًَ للنقاشات قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. من جانبه، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي وزراءه وقادته العسكريين بالتوقف عن “الثرثرة” حول إمكانية شنّ هجمات على منشآت نووية إيرانية، على ما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية. وبادر نتنياهو إلى ذلك بعد سلسلة تصريحات صدرت أخيراً، عن أعضاء في حكومته وقادة رفيعين في الجيش حول الموضوع. وصرَّح نتنياهو خلال اجتماع لوزراء حزبه الليكود أنَّ “هذه التصريحات تسبب أضراراً بالغة، لأنها تعطي الإنطباع بأنّ إسرائيل هي التي تقود الحملة، التي يمكن أنْ تفشل الجهود من أجل فرض عقوبات على إيران”، بحسب موقع صحيفة “معاريف”. وأشار الموقع نقلاً عن “مسؤول رفيع المستوى في القدسالمحتلة أنَّ نتنياهو “يريد تجنّب إعطاء الإنطباع بأنَّ إسرائيل تريد زجَّ الولاياتالمتحدة في حرب على إيران، رغماً عن إرادتها”.