قالت إسرائيل يوم الأحد إنها مستعدة لتصعيد الهجمات على قطاع غزة في أعقاب موجة من الهجمات التي تشنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل أخرى بالصواريخ والمورتر. وأسفر هجوم صاروخي عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين داخل سيارة تابعة للجيش في دورية على الحدود مع قطاع غزة يوم السبت مما دفع الجيش إلى شن هجوم تسبب في مقتل أربعة مدنيين فلسطينيين وفي مقابل ذلك أطلقت عشرات الصواريخ قصيرة المدى من قطاع غزة وأصابت الحياة بالشلل في بلدات إسرائيلية قرب الحدود الجنوبية. ولقي ناشطان من غزة حتفهما خلال غارات جوية إسرائيلية لاحقة. وقال عمال الطواريء إن عاملين أصيبا في وقت لاحق عندما اشتعلت النيران في مصنع للبلاستيك في شمال قطاع غزة بعد اصابته بقذيفة دبابة إسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ أسقطت صاروخا بعيد المدى من طراز "جراد" كان يستهدف مدينة بئر السبع الجنوبية. وهتف آلاف الفلسطينيين الذين شاركوا في جنازات القتلى الستة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية مطالبين بالثأر. وقال الفلسطينيون إن أربعة من قتلى يوم السبت مدنيون أصيبوا بقذيفة دبابة إسرائيلية بينما كانوا يؤدون واجب العزاء في سرادق مزدحم في حي الشجاعية في غزة. وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين. وقال أحد الأشخاص إن دبابة إسرائيلية أطلقت النيران على أطفال ثم على شبان هرعوا إلى المكان. وقال الجيش الإسرائيلي ان الدبابة ردت باطلاق النار على الموقع الذي اطلق منه مسلحون قبل وقت قصير قذيفة مضادة للدبابات على دورية الجيش. وقال الميجور آري شاليكار المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية "من المؤسف جدا ان هؤلاء الارهابيين يستخدمون مواطنيهم كدروع بشرية." وخاضت إسرائيل حربا مع حماس في شتاء 2008-2009 لكنها لم تبد رغبة تذكر في استئناف الصراع الذي قد يسبب توترا في العلاقات مع الحكومة المصرية الجديدة ذات الجذور الإسلامية. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما لا يرغب في أن يظهر في صورة ضعيفة قبل الانتخابات العامة التي تجرى في 22 يناير كانون الثاني والتي تتوقع استطلاعات الرأي حاليا أن يفوز بها. وقال نتنياهو لحكومته في تصريحات بثتها قنوات إسرائيلية "على العالم أن يدرك ان إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة محاولات للإضرار بنا. ونحن مستعدون لرد أكثر شدة." وبعد عدم مشاركة حماس بشكل معلن في قتال يوم السبت والذي شمل إطلاق عشرات من الصواريخ الفلسطينية قصيرة المدى وقذائف المورتر أصدرت الحركة بيانا مشتركا مع خمسة فصائل أخرى يعلن مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية الجديدة يوم الأحد. ويشير مسؤولون إسرائيليون في بعض الأحيان إلى جهود حماس لفرض الهدوء في قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ عام 2007 ويبقون على سياسة تحميلها وحدها مسؤولية أي عنف من القطاع أيا كان الفصيل الذي يطلق الصواريخ. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن أربعة اسرائيليين أصيبوا جراء الصواريخ التي اطلقت يوم الأحد. وأمرت البلدات الواقعة بجنوب اسرائيل السكان بالتوجه إلى الملاجيء وأغلقت بعض المدارس. وقالت حركة الجهاد الإسلامي وهي فصيل أصغر من حماس وكثيرا ما تنشط بشكل مستقل إن أحد أعضاء طاقم صواريخ قتل في في قصف جوي إسرائيلي يوم الأحد بعد مقتل عضو آخر يوم السبت أثناء تصوير القتال.
قلل وزير الدفاع إيهود باراك من شأن تكهنات بأن الانتخابات المقبلة ستؤثر على السياسة المتعلقة بغزة. وصرح باراك لراديو الجيش قائلا "لا أعتقد أن الانتخابات يجب أن تكون عاملا يوضع في الاعتبار في كيفية تصرفنا. ليس الهدف منها جعلنا نتجنب اتخاذ اجراء... كما أنه ليس الهدف منها دفعنا إلى استغلال فرصة ما للقيام بعملية." وتزامنت حرب إسرائيل مع غزة في 2008-2009 مع حملة انتخابية وبعد أربع سنوات يرى بعض المحللين وجود وضع مماثل. ووصف باراك الكمين الذي نصب لسيارة الجيش أمس بأنه جزء من استراتيجية فلسطينية لرفع تكلفة الإجراءات المضادة التي تتخذها إسرائيل ضد التسلل عبر الحدود. وكثيرا ما تشن إسرائيل حملات ضد الأنفاق والألغام الموجودة داخل حدود غزة وتفرض مناطق يحظر على الفلسطينيين دخولها. وتابع باراك "نحن لا نقبل بالطبع بمحاولتهم لتغيير القواعد. "أساس الصراع يتعلق بالسياج. نعتزم تمكين (قوات الدفاع الإسرائيلية) من العمل ليس على جانبنا فقط بل على الجانب الآخر أيضا."