يصدر الفنان البريطاني بول ماكارتني بعد غد أسطوانة بعنوان «كيسيز أون ذا بوتوم»، تتضمن إعادات لأغنيات جاز من عشرينات القرن الماضي وثلاثيناته وأربعيناته، مستوحياً من الموسيقى التي كان يسمعها والداه محيطاً نفسه بدايانا كرال وإريك كلابتون وستيفي ووندر ليفضي إلى نتيجة أنيقة ولطيفة. ويقول ماكارتني (69 سنة) عضو فرقة «بيتلز» السابق في الكتيّب المرافق للأسطوانة: «منذ سنوات وأنا أريد أن أعزف بعض هذه الأغاني القديمة التي كان عادة ما يغنيها جيل آبائنا لمناسبة رأس السنة». ويضيف: «كان السجاد يوضع جانباً والنساء يجلسن، ويعزف أحدهم على البيانو وهو والدي عادة. وكانوا ينشدون هذه الأغاني طوال الليل».
وتجنب ماكارتني مع المنتج تومي ليبوما، الخيارات البديهية وانتقاء أغانٍ لا يعرفها الجمهور كثيراً حتى هو نفسه.
ثمة أغانٍ رافقت بول ماكارتني لفترة طويلة مثل «باي باي بلاكبيرد» الكلاسيكية التي تعود إلى 1926 وغنتها جوزفين بايكر، وفرانك سيناترا، ورينغو ستار عندما كان يغني مع والديه. وتتضمن الأسطوانة أيضاً «هوم (وين شادو فالز)» التي عرفت الشهرة مع نات كينغ كول وسام كوك، وكان ماكارتني يعزف موسيقاها قبل لقائه أعضاء فرقة «بيتلز» بفترة طويلة.
وضمن أجواء هذه الأغاني الكلاسيكية، ألّف ماكارتني أغنيتين جديدتين هما «أونلي آور هارتس» وهي الأخيرة في الألبوم، و «ماي فالنتاين» التي كتبها في مطار في المغرب مع زوجته الجديدة نانسي.
ووصف الأسطوانة التي سجلت في استوديوات «كابيتول ريكوردز» في لوس أنجليس، بأنها «رقيقة وعذبة وحميمية جداً، قائلاً: «إنه ألبوم يستمع إليه المرء وهو عائد من عمله، أو جالس في بيته يشرب الشاي».
استعان ماكارتني بخدمات سيّدة الجاز الكبرى دايانا كرال التي عزفت البيانو وفرقتها. أما إريك كلابتون فعزف الغيتار في بعض الأغاني ومن بينها «ماي فالنتاين»، في حين عزف ستيفي ووندر الهارمونيكا في «أونلي آور هارتس».
واكتفى ماكارتني المحاط بمواهب كبيرة كهذه، ببعض النوتات على الغيتار مركزاً على الغناء. وقال مازحاً: «كان لدي الانطباع أني لم أكدّ كثيراً في هذا العمل». والنتيجة أتت عملاً خفيفاً وناعماً مثل أفلام وودي آلن الكوميدية. والتوزيع الموسيقي أتى أنيقاً وكلاسيكاً أيضاً.
وأسطوانة «كيسيز أون ذا بوتوم» لن تكون الألبوم الوحيد لبول ماكارتني في 2012، إذ أعلن صدور ألبوم آخر من الأغاني الجديدة في الأشهر المقبلة. وقال: «لن يكون ألبوماً لموسيقى البوب على الأرجح، وقد يكون موسيقى روك، لا أحد يعرف؟».