احمد فتحى الدسوقى " نفسي ألعب وأعيش وأشوف بابا وأقول له، البنت زي الولد، وأنا بحبك كتير يا بابا " .. بهذه الكلمات البسيطة علقت الطفلة "حنان شعبان "، أثناء لقاء " الفجر " مع والدتها، نورهان رزق، لعرض شكواها، من هجر زوجها لها، لكراهيته للإناث.
تقول الزوجة : " لم أكن أعلم أن جزاء من يضع طفلة بريئة لا تحمل بين جفنيها غير الأمل والفرحة بحضن والديها، أن يتركها الأب لولعه بحب الذكور، مثلما كان الحال في الجاهلية، بل ويعاقب هذه الملاك وشقيقتها بأن يتركهما بلا مأوي وحب، بلا نقود ودفء، أو رحمة أو شفقة ويكتفي بتطليق والدتهما غيابيا ".
اضطرت الأم إلي التردد علي منزل والدها، المزدحم بأبناء شقيقتها، التي وافت زوجها المنية، وأصبح الأب ذو المعاش الهزيل يقوم بالانفاق علي أسرتين.
وبعد فترة،، فوجئت الأم، بنزيف وقئ مدمم من ابنتها الرضيعة "حنان"، فسارعت بها إلي أقسام التحاليل بالمستشفي، وبعد إجراء بعض الإشعات لها، اكتشفت إصابة ابنتها بسيولة حادة في الدم، وثقب بالقلب، وعندما أخبرت والدهها، هب مسرعا لتطليق الأم.
طرقت الزوجة، كل أبواب المساعدة، فلم تفلح سوى في الحصول علي 80 جنيه من الشئون الاجتماعية، التي سرعان ما قطعتها عنها بحجة أنها كانت قوانين الرئيس السابق، وعلي الرئيس الحالي الدكتور محمد مرسي أن يعطي تعليمات أخرى.
انفطر قلب الأم علي حال الطفلة التي باتت قاب قوسين أو أدني من الموت، فأسرعت إلى محكمة الأسرة، وبعد سنوات لم تحصل سوى علي 100 جنيه من طليقها، وتضطر لتكمل نقل الدم لطفلتها، إلى بيع دمائها شهريا لتستبدله بفصيلة "حنان" حتي اقتربت الأم من أخطر حالات الضعف وفقر الدم.
ألتقينا مع الطفلة حنان التي اكتفت باللعب مكانها علي المقعد، حيث انها لا تقوي علي فعل غير ذلك، فالعين ضعفت والعظام تلونت بلون الجلد. وعندما سألتها عما تتمناه قالت: "نفسي ألعب وأعيش وأشوف بابا وأقول له" البنت زي الولد وأنا بحبك أكتر "وأضافت بأن نفسها تتقابل مع العالم المصري "مجدي يعقوب" وتعاتبه، لأنه مش بييجي بني سويف ويشوف أولاده من الأطفال المرضي".