على مدى العشرين سنة الأخيرة تزايدت نسبة الإصابة بمرض السمنة على مستوى العالم عامة والوطن العربى خاصة، السمنة على جميع المستويات؛ الكل يبحث عن الحل السريع والسهل للمشكلة، أو بمعنى آخر عن الفانوس السحرى الذى يجعله يأكل كل شىء ويفقد الوزن الزائد.. وطبعاً هذا لا يمكن أن يحدث، مشكلة السمنة ليست بسيطة.. هناك مشكلة كبيرة جداً تسبب الحيرة لمريض السمنة وهى إلى أين يتجه، هل إلى طبيب باطنى ويتبع ريجيماً غذائياً أو إلى جرّاح تجميل أو إلى جرّاح عام يجرى له إحدى العمليات التى تساعده فى التخلص من الوزن الزائد، والغرض من هذه المقالة هو تصنيف أنواع السمنة المختلفة ومساعدة كل مريض بنوع مختلف من السمنة أن يتجه الاتجاه الصحيح. المجموعة الأولى: مريض السمنة الذى يعانى من زيادة فى الوزن من 10 إلى 40% فوق وزنه المثالى بمعنى أنه لو وزنه المثالى 70 كيلو ولكن وزنه الحالى يصل إلى 85 - 95 كيلو، هذا المريض علاجه عبارة عن ريجيم صحى سليم متوازن لمدة 3 أو 4 شهور يصل فيها إلى الوزن المثالى ثم يبدأ فى التثبيت، والتثبيت ليس ريجيماً ونظاماً وورقاً.. التثبيت أسلوب حياة جديد وضبط الغذاء مع الحركة وأشياء أخرى وهى وظيفة الطبيب المعالج أن يسمح للمريض بنوعيات من الأكل كانت محرّمة أثناء الريجيم ولكن بضوابط وشروط وهذا ليس صعباً.. متى تسرع ومتى تبطئ وهكذا.. ووظيفة الطبيب تدريب المريض على هذا.. نفس هذا المريض لو كان يعانى من سمنة موضعية أو بروزات فى البطن أو الأرداف أو الذراعين أو الأجناب.. ممكن أثناء الريجيم أن يلجأ إلى الميزوثيرابى (الحقن الموضعى لإذابة الدهون بغرض التجميل وليس التخسيس) للأماكن التى لا تذهب مع الريجيم إذا كان حجمها بسيطاً أو متوسطاً، أما إذا كان حجمها كبيراً يبقى بعد الوصول إلى الوزن المثالى الحل عند أستاذ جراحة التجميل وشفط الدهون، لو أنه لا توجد ترهلات، أو عملية أخرى بإزالة الدهون والجلد المترهل لو هناك ترهلات، وهذه عمليات كبرى ولا بد من أستاذ جراحة تجميل لإجرائها وليس أى ممارس للجراحة، وأكرر أن هذه المجموعة لا دور فيها لطبيب الجراحة العامة. المجموعة الثانية: مريض سمنة مفرطة وزنه يقارب ضعف وزنه المثالى بمعنى لو وزنه المثالى مفروض أن يكون 70 كيلو أما وزنه الفعلى 120 أو 140 كيلو أو أكثر.. هذا المريض لا بد أن يبدأ بريجيم صحى مناسب لحجمه الكبير وصحته وأى أمراض يعانى منها لمدة لا تقل عن 4-5 شهور مع طبيب متخصص وليس مركزاً رياضياً أو مركز تجميل أو طبيباً غير متفرغ.. وإذا فشلت هذه المحاولة الجادة إذن فالجراحة هى الحل وهنا يظهر دور أستاذ الجراحة العامة وجراحة المناظير والخبير فى جراحات السمنة.. من أول حزام المعدة.. أو استئصال جزء من الأمعاء.. أو تغيير مسار الأمعاء أو تكميم المعدة. لا يلجأ المريض إلى هذه الجراحات إلا بعد فشل الريجيم وليس استسهالاً لأن هذه جراحات كبيرة وتحمل قدراً من المشاكل مثلها مثل أى عملية كبيرة. المجموعة الثالثة: شخص وزنه مثالى إنما يعانى من بروزات دهنية وعدم تناسق، هذا الشخص ليس له ريجيم. إن كانت البروزات حجمها بسيط فعلاجها يكون عن طريق الميزوثيرابى، أما إذا كانت حجمها كبير فالعلاج هو إجراء عملية تجميل بواسطة أحد أساتذة جراحة التجميل. نصيحة أخيرة أوجهها إلى مرضى السمنة بعدم التسرع والجرى وراء الإعلانات الرخيصة عن أدوية أو أعشاب أو أجهزة أو مراكز تجميل وهمية لأن العواقب قد تكون وخيمة.