حسين انسي شهدت الأيام القليلة الماضية حملة شرسة ضد الدين الإسلامى بنشر رسومات مسيئة للرسول فى أحدى الصحف الفرنسية و مؤخراً عرض فيلم مسئ للرسول ، فى حرب نفسية شرسة يدشنها العديد من المنظمات العالمية التى تهدف إلى زعزعة الإستقرار فى الدول الإسلامية يأتى المشهد مختلف تماماً فى موسكو عاصمة روسيا .
حيث يشهد كل يوم من أيام الجمعة بشارع "بولشايا تترسكايا" في وسط موسكو ازدحاماً تماماً، لأنه قريب من أقدم جامع إسلامي في العاصمة الروسية ويتكرر المشهد في جميع مساجد موسكو الأربعة، ويتجمع عشرات الآلاف من المصلين كل جمعة لأداء الصلاة جماعة.
حيث يقدر عدد المسلمين الذين يعيشون ويعملون في موسكو بنحو 2 مليون مسلماً ، وهو ما جعل المدينة إلى واحدة من أكبر المدن بالنسبة لإعداد المسلمين في أوروبا ، الإعداد المتزايدة من المهاجرين المسلمين جعلت مساجد موسكو القليلة غير قادرة على استيعابهم ، ففي أيام الجمعة يمتلئ هذا الجامع التاريخي بآلاف المصلين،حيث وصل عدد المصلين لما يزيد عن 500 ألف مصلّى مما جعل الكثير منهم يؤدى الصلاة خارج أسوار الجامع وسط الثلوج .
ووسط هذا الإزدحام تسمع صخب أبواق السيارات وترى سكان الحي وهم يحاولون بصعوبة العبور من بين صفوف المصلين على أرصفة الشارع ، إنه مشهد يتكرر في جميع مساجد موسكو الأربعة ، حيث يتجمع عشرات الآلاف من المصلين كل جمعة لأداء الصلاة جماعة ويشهد المسجد فى شهر رمضان الكريم و أيام الأعياد ازدحاماً شديداً لاداء الصلاة .
فى الوقت الذى طالب فيه أئمة المساجد الأربعة من بلدية موسكوا بناء العديد من المساجد فى أنحاء العاصمة لكى تستحوذ على أعداد المصليين .
و قد وافقت البلدية على بناء مركز إسلامى و مسجد إلا أنها ألغت بلدية موسكو ،أمس الخميس قراراً ببناء مركز إسلامي ومسجد بأحد الأحياء في شمال غرب العاصمة الروسية بسبب معارضة سكان الحي .
وأوضح المكتب الإعلامي لبلدية موسكو في ختام اجتماع للجنة الأشغال أن "قرار رفض بناء هذا المجمع مرتبط بمعارضة قسم من سكان حي ميتينو".
وكانت البلدية أعطت في وقت سابق موافقة أولية على بناء المركز الإسلامي والمسجد، لكنها عدلت عنها أخيراً عقب مظاهرة احتجاجية ضمت نحو ألفي شخص من سكان الحي معارضين لبناء المشروع .
وقال نائب الجمعية المحلية في ميتينو إنه أسيء اختيار الموقع لإقامة هذا المسجد "بسبب زحمة السير في هذا المكان"، حيث تقع مفوضية للشرطة ومركز طوارئ طبية وثكنة لرجال الإطفاء .
وقال النائب فلاديمير ديميدكو إن "سكاننا سيحرمون من الوصول إلى أي من هذه الخدمات بسبب وجود عدد كبير من الأشخاص حول المسجد" إذا تم بناؤه في المكان المتوقع، مضيفا أن عريضة قدمت ضد تنفيذ المشروع ضمت أربعة آلاف توقيع ، وأعلنت البلدية أن أجهزتها تبحث عن موقع آخر لبناء المركز الإسلامي والمسجد ، وفي العام الماضي، ألغيت خطط لبناء مسجد في جنوب شرق موسكو وسط احتجاجات ، ويوجد بالمدينة أربعة مساجد رئيسية لنحو مليوني مسلم .
ويقول إمام الجامع أن السلطات المعنية تتجاهل مطالبات المسلمين ببناء جوامع جديدة لاستيعاب إعداد المصلين الجدد ، وأكثر هؤلاء من الشباب المهاجر من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في وسط مناطق القوقاز وآسيا الصغرى .
وقد أكد أئمة المساجد فى موسكو ، أنهم سوف يقوموا برفع دعاوى قانونية للمطالبة ببناء المركز الإسلامى و المسجد ، و أخذ حقهم بالطريقة القانونية و السلمية ، للتعبير عن روح الإسلام السمحة فى التعامل مع الأخرين .
ويقول اولوغبيك، وهو مهاجر شاب من اوزبكستان: "يوجد الكثير منا هنا، وعلينا أن نكون ممتنين لوجود مساجد في موسكو، فالمدينة ليست مستعدة لاستقبال الملايين منا هنا" ، ورغم أن مسجد التتر في العاصمة الروسية شهد توسعات وتطويرات ضخمة، لكنه ما زال غير قادر على استيعاب كل المصلين .
ويبدو أن سكان موسكو منقسمون في الرأي حول التغييرات التي أتى بها المهاجرون إلى مدينتهم ، فالبعض يقول أن الروس يبنون الكنائس، ولا معنى لمنع المسلمين من بناء الجوامع ، لكن آخرين يخشون من أن كثرة المهاجرين الأجانب ستغير عادات الروس وتقاليدهم وأسلوب حياتهم .
ووصل الأمر عند البعض إلى إطلاق نكت مثل تسمية بالمدينة باسم موسكو آباد، ويقول يوري غورسكي، وهو ناشط قومي روسيا من جماعة "روسوفيت"، بوجوب وضع قيود أكثر تشددا على الهجرة .
فيديو يظهر أعداد المسلمين أثناء صلاة العيد بموسكو و يتخطى عددهم ما يزيد عن 500 مسلم