احتفلت السفارة المصرية بالخرطوم الليلة الماضية بالذكرى الاولى لثورة الخامس والعشرين من يناير بحضور الدكتور فيصل حسن نائبا عن الرئيس السوداني عمر البشير . كما حضر الاحتفال والي ولاية الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر وعدد من الوزراء والقيادات السياسية السودانية ومن بينهم الدكتور حسن الترابي رئيس حزب "المؤتمر الشعبي" والسيد الصادق المهدى رئيس حزب "الأمة القومي" وعدد من أعضاء البرلمان، بالاضافة الى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالخرطوم ولفيف من أبناء الجالية المصرية.
وحيا السفير المصري عبد الغفار الديب في كلمة له بالمناسبة ، أرواح الشهداء الذين صنعوا ثورة العزة والكرامة وحرروا مصر ونقلوها الى دولة ديمقراطية ، كما حيا المصابين وجرحى الثورة الذين كانوا في "ميادين التحرير" بمصر على مدار العام كله يواصلون مسيرة الثورة مطالبين بالحق في العيش بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية .
ونقل السفير لأبناء مصر في السودان تهنئة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد في الفترة الانتقالية للتحول الديمقراطي ، وأشار الى تأكيد المشير طنطاوي في رسالته لأول برلمان حر منتخب في مصر بتسليم الرئاسة لرئيس مدني منتخب قبل 30 يونيو القادم .
وأكد السفير عمق العلاقات المصرية السودانية ، وقال "إن السودان لن يستغني عن مصر وأن مصر أبدا لن تنفصل عن السودان" ، ونوه الى أن السودان حكومة وشعبا كان أول من هنأ الشعب المصرى بالثورة ، مشيرا للزيارة التى قام بها الرئيس عمر البشير لمصر بعد الثورة مباشرة والزيارات المتبادلة بين المسئولين في كلا البلدين على مدار العام الذي شهد تنامي وتعزيز هذه العلاقات الى آفاق رحبة .
وأشاد السفير المصري لدى الخرطوم عبد الغفار الديب في هذه المناسبة بالقوات المسلحة السودانية وجهاز الامن الوطني وقوات الشرطة لما قاموا به من جهد أدى لانقاذ الصيادين المصريين الخمسة والثلاثين الذين غرقت سفينتهم مؤخرا قبالة الساحل السوداني ، مما يؤكد حسن النية لتمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين . من جهته ، قدم الدكتور فيصل حسن التهنئة باسم الرئيس عمر البشير وحكومة وشعب السودان للشعب المصري في ذكرى الثورة ، وترحم على شهدائها وتمنى الشفاء العاجل للمصابين ، وأكد أن العدل والحرية من القيم التي لا تمنح بل تنتزع .
وقال المسئول السوداني إن الشعب المصري فجر ثورة عظيمة قضى بها على الطغيان والظلم ، وحررت العلاقات بين البلدين من الكيد السياسى ، فانطلقت العلاقات بين شعبي وادي النيل وتجاوزت الانظمة السياسية وتحولت الى علاقة الشعب الواحد .
وهنأ كل الاحزاب المصرية التي فازت في الانتخابات البرلمانية الاخيرة ، مشيرا الى أن الشعب المصري اختار ممثليه بحرية لاول مرة .داعيا الى تعزيز العلاقات الممتدة بين البلدين وبخاصة تطبيق اتفاقية الحريات الأربع (السفر والاقامة والعمل والتملك) ، والى تكامل حقيقي لتحقيق الرفاه لشعب وادي النيل .
وحيا ممثل الرئيس السوداني ، شباب مصر الذين أصبحوا رمزا لشباب العالم الذي أصبح يقلد "ثوار التحرير" في كل مكان ، وقال إن القارة الافريقية والعالم كله يتطلع لدور مصر الرائد خلال الفترة المقبلة .