تلتفت الأنظار ترقبًا للتحركات السريعة لعمالقة صناعة السيارات الصينية، وتأتى مجموعة جيلي القابضة على صدارتها، فقد حققت جيلي عددًا من الإنجازات الفريدة خلال السنوات الماضية، يدعمها حزمة من السياسات الحكومية التشجيعية الهادفة إلى النهوض بالمنظومة الكلية لصناعة السيارات المحلية باعتبارها أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الصيني. فقد تأسست مجموعة جيلي القابضة عام 1997 ونجحت في تطوير نموذج أعمال فريد يتميز بالمرونة وروح الفن والابتكار حتى تحولت إلى واحدة من أكبر 10 شركات في صناعة السيارات الصينية. كونت مجموعة جيلي شبكة متكاملة للتسويق والتوزيع في السوق المحلي تشمل قرابة ألف مركز خدمة وألف منفذ للمبيعات والخدمات وقطع الغيار، فضلاً عن قرابة 200 مركز خدمة ومبيعات في الخارج. وفي نهاية عام 2010 تحولت جيلي إلى إحدى ماركات السيارات المرموقة في الصين؛ حيث تجاوز حجم مبيعات الشركة 432 ألف سيارة حائزة على تصنيف خمس نجوم في اختبار الأمن والمتانة C-NCAP فضلاً عن لقب السيارة الأكثر أمانًا في الصين أكثر من مرة. وأنشأت المجموعة مركز جيلي لتكنولوجيا السيارات ومعهد جيلي لأبحاث السيارات، ونجحت في زيادة الطاقة الإنتاجية من السيارات والمحركات والكماليات الإلكترونية التي تدخل في صناعة السيارات، ما أتاح طرح ما يقرب من 6 موديلات جديدة و6 أنواع محركات كل عام. ويضم فريق مجموعة جيلي حاليًا أكثر من 17 ألف موظف، من بينهم آلاف المهندسين والأكاديميين والخبراء الأجانب وحملة الدرجات العلمية الرفيعة وغيرهم من الباحثين الذين ساهمت جهودهم في نجاح وتطور ماركات جيلي ووصولها مرتبة الريادة في صناعة السيارات الصينية. ترجع بذور هذه الطفرة الملحوظة إلى عام 2007 حين استهدفت مجموعة جيلي إعادة طرح المفهوم العالمي عن السيارات الصينية، وإنتاج تشكيلة من أفضل السيارات التي تتميز بتطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة والحفاظ على البيئة، فضلًا عن ترشيد استهلاك الوقود، مع الحفاظ على أهم المميزات التنافسية التي تدعم جميع الصناعات الصينية، وهي عرض المنتجات بفئات سعرية جذابة. وانتهت جيلي في عام 2009 من تأسيس أول مركز متكامل من نوعه لدراسات تكنولوجيا الأمن والمتانة، ما ساهم في حصول منتجاتها على تصنيف خمسة نجوم في اختبار C-NCAP في سابقة من نوعها لشركات السيارات الصينية. وفي عام 2010، توجت جيلي هذه الخطوات الحاسمة من خلال شراكة استراتيجية مع شركة فولفو السويدية للسيارات، في صفقة استحواذ تسعى إلى تعزيز التعاون بين الشركتين ونقل تكنولوجيا توليد القوة التي تحظى بها شركة فولفو. وأحرزت الصفقة تقدمًا ملحوظاً في مجال الأعمال التجارية على الصعيد العالمي في العامين الماضيين عقب قرار جيلي بتوظيف تكنولوجيا فولفو الشهيرة لدعم العلامة التجارية لسيارات جيلي وزيادة الحصة السوقية من خلال رفع معايير الجودة وتطوير خطوط الإنتاج وزيادة القدرة التنافسية وتبني التقنيات التي تعمل بها سيارات فولفو. وساهمت هذه الشراكة الاستراتيجية في تلبية متطلبات العملاء عبر تحقيق مزيد من التعاون بين شركتي جيلي وفولفو ردًا على احتدام المنافسة في صناعة السيارات العالمية، وهو ما يظهر بوضوح في إحصاءات ونتائج الشركة خلال العام الماضي حيث بلغ حجم المبيعات 432 ألف سيارة من ماركات مختلفة خلال عام 2011 فضلاً عن تصدير منتجات الشركة من المحركات وخلافه إلى 50 شركة حول العالم.