نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه انه غمرت كومة من القمامة المفرق الوسيط في شارع أحمد زكي وامتدت إلى قدوم حركة المرور -, قشر البيض والباذنجان الفاسد، والحفاضات المتسخة وزجاجات والأثاث المحطم، وأجهزة التلفزيون. و احتشد الذباب علي الرائحة القوية مع حرارة شمس الصيف. ثم جاءت كوثر أحمد و والدتها لإضافة حقيبة من القمامة المنزلية. وقالت كوثر أحمد (25 عاما) ان صناديق القمامة المعدنية في حي "دار السلام"، بالقاهرة قد اختفت ، وربما بيعت كخردة. و تتسائل "ماذا يمكننا أن نفعل؟". يتعرض الرئيس المصري المنتخب حديثا ، محمد مرسي، لضغوط متزايدة للرد على هذا السؤال. يواجه بالفعل مجموعة من التحديات: من قلق المصريين العلمانيين من المذاهب الإسلامية ؛و من المسلحين في محاولة لاذكاء الصراع مع إسرائيل، ومن الفقر والبطالة التي غذت الربيع العربي واسقطت دكتاتورية حسني مبارك منذ ثلاثة عقود.
لجميع تلك المشكلات، يضيف اليهم مرسي المد المتصاعد من القمامة في القاهرة. أعلن مرسي انها واحدة من أولوياته الخمسة الاوائل، واعدا بتنظيف الشوارع خلال 100 يوم. و لكن يبدو ان مشكلة القمامة المتفاقمة على نحو متزايد لا يكفيها 100 إطلاقا. بدأت مشكلة إدارة النفايات الحادة في القاهرة قبل عقد من الزمن و اغرق نظام العاصمة القديمة، البسيط ولكن موثوق به، النمو السكاني. و تخبطت جهود الحكومة للتطوير. دفعت حالة من الذعر بسبب انفلونزا الخنازير و الذبح الجماعي للخنازير في القاهرة من القمامة المعاد تدويرها؛ كانت صناديق القمامة المعدنية في المدينة فريسة سهلة للصوص، وخصوصا خلال فترة ازدهار الخردة المعدنية العالمية.
في دار السلام ، كما هو الحال في أجزاء أخرى كثيرة من المدينة التي يقطنها 18 مليون نسمة، لا يوجد أحد لكبح "النباشين"- الشباب والشابات الذين ينقبون في أكياس البلاستيك و الزجاج والورق المقوى و ترك الاشياء العضوية لتتعفن في الشوارع. يخوض مرسي معركة لطمر المشاكل المتداخلة من النفايات. و كان انهيار قوات الشرطة في الثورة في أوائل عام 2011 و سيلة لعدم فرض اي قواعد هناك. ونتيجة لذلك، يرمي القاهريين جزءا كبيرا من الإنتاج اليومي من 17 الف طن من القمامة في الشارع.
قالت ليلى اسكندر، وهي خبير في مجال إدارة النفايات "لقد صممنا نظام غير مستدام للمدينة, انها سلسلة ولا أحد يفكر في السلسلة. فقط نقطة نهاية ... بعيدا عن الأنظار بعيدا عن العقل ". في أواخر يوليو، أطلق مرسي حملة " وطن نظيف " ، و اعطي المكانس والأكياس البلاستيكية مجانا للمتطوعين من الجماعات المدنية والإخوان المسلمين. و عملوا بعدة مناطق بالقاهرة، بمساعدة من قبل السلطات المحلية، لمدة يومين ومن ثم تحول إلى حملة الأسبوعية. فقد انتشروا في الشوارع، و قاموا بإزالة أكوام من القمامة. ولكن سرعان ما عادت القمامة مرة اخري.