نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا اوردت فيه ان طهران لم تبخل بالمال ولا الجهد لتحقق القمة 16 لحركة عدم الانحياز، التي اختتمت أمس، نجاحا باهرا. و قد شيدت قاعة المؤتمرات الجديدة في ضاحية في شمال العاصمة، و هندمت الطرق السريعة المؤدية الي المطارات ، و وصلت 200 سيارة ليموزين مرسيدس بنز لنقل المندوبين ذهابا وإيابا. تم إعلان أن أيام القمة عطلة رسمية، لإعطاء الشرطة مبررا لخنق أي احتجاجات. لكن قلب وصول الرئيس المصري، محمد مرسي، كل شيء رأسا علي عقب: فقد كانت زيارته أول زيارة يقوم بها زعيم مصري منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979. وكان قرار السيد مرسي صفعة علي وجه واشنطن، وهو سبب آخر لرسم البهجة علي وجه الرئيس الإيراني.
و مع ذلك, اختفت هذه الابتسامة، عندما نهض مرسي للكلام. وبدلا من تعزيز استراتيجية طهران، قال الاسلامي المعتدل من القاهرة، الذي قدم الآن دلائل عديدة بأنه رجل بلده، ان الحرب الأهلية في سوريا حليف ايران أقرب الأحدث في خط النضال كالذي في تونس وذهب إلى القاهرة. و اعلن "يجب أن نعبر عن دعمنا الكامل لنضال هؤلاء الذين يطالبون بالحرية والعدالة في سوريا"، و ان العالم عليه "واجب أخلاقي" لدعم المعارضة السورية، الذي يضاهي نضاله، نضال الفلسطينيين. "يسعى الشعب الفلسطيني والسوري بنشاط الي الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية. تضامننا مع نضال السوريين ضد نظام قمعي فقد شرعيتها هو واجب أخلاقي، وضرورة سياسية واستراتيجية."
و اثار خطاب السيد مرسي غضب مضيفينه ، وأثار غضب الوفد السوري بقيادة وزير الخارجية وليد المعلم، و انسحابه. كما ندد في وقت لاحق بتصريحات مرسي مؤكدا أن ذلك "تدخل في الشؤون الداخلية السورية" و "تحريض على مواصلة سفك الدم ... السورية".
لم يكن مرور الضيف الأخر، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، سبب سعادة للإيرانيين. مثل السيد مرسي ، كان ينظر لقبوله الدعوة امر إيجابي إلى حد كبير - ولكن مثل مرسي, استخدم وجوده في طهران لارباك المضيفين. دون ذكر أي أسماء، وصف إنكار إيران للمحرقة بأنه "شائن" قائلا "أنا أرفض بشدة أي تهديد لأية دولة عضو في الأممالمتحدة لتدمير آخري, و ارفض اي تعليقات لانكار الحقائق التاريخية مثل المحرقة ... زعم اي دولة أخرى عضو في الأممالمتحدة انها لا تملك الحق في الوجود او وصف إياه بالعنصرية ليس فقط خطأ فادح ولكن يقوض المبادئ التي وعدنا جميعا بالتمسك بها. " لم تكن هذه كلمات الدعم التي كانت تحب طهران أن تسمعها. ولكن هذه النكسات أقل أهمية في بلد يديره نظام مثل الايراني حيث يملك الحكام جميع الأوراق.
إذا كانت إيران تأمل في استخدام القمة للاستيلاء على الأرض الدبلوماسية والأخلاقية العالية، انقلبت تلك المحاولة عليها: بعد صفعة السيد مرسي وانسحاب سوريا. كما تزامنت القمة أيضا مع نشر التقرير الصادر عن الهيئة الدولية للطاقة الذرية أن قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم أكثر من الضعف، في تحد للعقوبات.و بهذا يعود أحمدي نجاد وزملائه، إلى نقطة الصفر.