اعتذر نشطاء مصريون لمسلمي الروهينجا في بورما (ميانمار)، على عدم معرفتهم بهم وبحجم معاناتهم ومأساتهم قبل ذلك، وذلك بسبب التعتيم الإعلامي على الجرائم التي يتعرضون لها في بلادهم. ودشن عدد من النشطاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حملت عنوان "عذرًا مسلمي بورما لم أكن أعرفكم إلا اليوم"، حيث أكد أصحابها أنهم لم يعرفوا بما يعانيه المسلمون في تلك البلاد من جرائم اضطهاد وإبادة جماعية على أيدي السلطات والبوذيين، إلا بعد محاولات لإزالة حالة الضبابية وقلة المعرفة التي أحيطت بالقضية.
وكما كشفت تعليقات مدشني الصفحة عن تغيّر موقفهم من دعم بورما، بعد معرفتهم بما يحدث هناك.
وكشف حمادة جمعة رئيس جمعية "أولو العزم الخيرية" بمحافظة الفيومجنوبالقاهرة، أن هناك تحولا مشابها قد حدث في حجم التبرعات المقدمة من أبناء المحافظة لمسلمي بورما بعد أن نجحت جهود الجمعية في إزالة حالة الضبابية وقلة المعرفة التي أحيطت بالقضية. وقال جمعة لوكالة "الأناضول" للأنباء: "عندما كنا نطلب من الناس التبرع لمسلمي بورما، نكتشف أن الكثيرين لا يعرفون أساسًا أن هناك مسلمين يعانون بها، حتى أن بعضهم لقلة معلوماته شك في أننا نحتال عليهم". ورفض الربط بين قلة معلومات المصريين حول هذه القضية والأحداث السياسية الساخنة التي تمر بها مصر، والتي قد تدفعهم إلى عدم الاهتمام بما سواها، مؤكدا أنه كلام غير صحيح، مستدلا على رأيه بأنهم لا يبذلون جهدًا كبيرًا في جمع التبرعات للشعب السوري، بسبب الدعم الإعلامي الذي تحظى به هذه القضية وأوضح أنهم ليس لديهم وسيلة مباشرة لإيصال التبرعات إلى مسلمي بورما، مضيفا "نحن نجمعها ثم نقوم بتوصيلها إلى اتحاد الأطباء العرب، الذي يعمل على إغاثة مسلمي بورما بالمناطق الحدودية بينها وبين بنجلاديش". وشاركه في الرأي الدكتور إبراهيم الزعفراني رئيس لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب، مؤكدا أن ضعف الدعم الإعلامي لقضية مسلمي بورما، يعطي فرصة لانتشار الشائعات والأخبار المغلوطة، ومن بينها الصور "المفبركة" التي تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي لحرق جثث وهي حية، وأنها ستسئ للقضية عند اكتشاف حقيقتها. وأوضح الزعفراني أن هذا الضعف الإعلامي يؤثر على حجم التبرعات التي تأتي لدعم قضية مسلمي بورما، وذلك قياسا بما يتم جمعه لصالح قضايا أخرى. يشار إلى أن منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان اتهمت قوات الأمن البورمية بارتكاب تجاوزات، خصوصًا ضد الروهينغا، فيما أعربت الأممالمتحدة من جانبها عن قلقها للقمع بحق المسلمين. وتصاعدت موجة العنف الجديدة ضد مسلمي إقليم أراكان غربي بورما، والتي يقف وراءها البوذيون المتطرفون بدعم من السلطات البورمية، وكان مجلس علماء الروهينجا في ماليزيا قد أكد أن مسلمي بورما يتعرضون لموجة عنف ثانية. وأشارت المصادر إلى أن جيش ميانمار أعاد فرض حظر التجوال في بعض قرى الولاية.