ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الأربعاء أن الاشتباكات التي اندلعت في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الثلاثاء بين قوات الحكومة الجديدة والجنود الموالين للنظام السابق تبرز الانقسامات والتقلبات التي تشهدها اليمن عقب ستة أشهر من الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس علي عبدالله صالح. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - "جاء الهجوم بعد أسبوع واحد من قيام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بإضعاف سلطة العميد أحمد علي صالح، نجل الرئيس اليمني السابق عن طريق نقل بعض وحداته للمشاركة في قوة شكلت حديثا تسمى "قوات الحماية الرئاسية" ، كما ستشمل القوة جنود بقيادة اللواء علي محسن الأحمر ، الذي انشق عن حكومة صالح في العام الماضي واستخدم قواته لدعم الاحتجاجات التي انتهت في نهاية المطاف إلى الإطاحة بصالح عقب حكم دام 33 عاما. ونقلت الصحيفة عن عبدالغني الارياني ، أحد المحلليين السياسيين في صنعاء قوله "هذه هى المناورة المعتادة التي شهدناها قبل تنفيذ المرسوم الرئاسي الخاص بإعادة تنظيم الجيش" .. مضيفا "يعد حرب إطلاق النار شكلا من أشكال التفاوض في تقاليد اليمن القبلية". وأشارت الصحيفة إلى أن إعادة هيكلة الجيش في اليمن ، الذي ينقسم بشدة ، تعتبر خطوة حاسمة نحو مساعدة هادي في الحفاظ على السيطرة ونقل البلاد إلى عهد جديد قائلة "لا يزال يسيطر على الأحياء ونقاط التفتيش في أنحاء العاصمة اليمنية كل من صالح أو جنود محسن الأحمر ، أو رجال القبائل من عشيرة آل الأحمر ، والأسر القبلية اليمنية الأكثر تأثرا والتي لا تربطها علاقة مع محسن الأحمر".
وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن اشتباكات أمس تؤكد أن نفوذ الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعائلته لا تزال متوغلة في هذا البلد الفقير الذي مازال بلدا استراتيجيا وموطنا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية "الشبكة الإرهابية الأكثر طموحا"، وقد حذرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أنها ستفرض عقوبات على أي عضو من أعضاء الحكومة اليمنية يتدخل في الانتقال السياسي في البلاد. وأضافت الصحيفة "كثير من اليمنيين يعتقدون أن الرئيس السابق، الذي يعيش في العاصمة، يحاول استخدام ابنه والموالين له في الجيش والحكومة للحفاظ على السلطة وخلق مواجهات بين الحرس اليمني القديم والجديد في المستقبل". يذكر أن وزارة الدفاع اليمنية كانت قد أعلنت أمس أن شخصين لقيا مصرعهما وأصيب 10 من العسكريين والمدنيين في اشتباكات وقعت في صنعاء بين القوات اليمنية وعناصر ترتدي زي الحرس الجمهوري في تحد مباشر لقيام الرئيس بإعادة تنظيم الجيش.