للتكريم وجوه كثيرة، من إقامة حفلات إلى إعطاء أوسمة ووشاحات، لأنه علي قدر جهد الرجل يأتى تكريمه، تلك هى القاعدة التى تتعامل بها جميع دول العالم مع علمائها وأساتذتها وكل من أثروا فى تاريخها . و فى مصر قبل الثورة كان أيضاً التكريم سمة موجودة، فمن قبل كرم الدكتور "محمد البرادعى"، والدكتور "أحمد زويل" و"نجيب محفوظ" وكل من ضحى من أجل تلك البلد.
وبعد الثورة وبالتحديد بتولى الرئيس "محمد مرسى" رئاسة الجمهورية تغيرت إستراتيجية التكريم تماماً، حيث كانت قلادة رئيس الجمهورية وهى من أعلى الأوسمة فى الدولة، هى عصا الرئيس السحرية، فطالما أحضرها إذا هو يخطط لشئ كبير، و كان أول من كرّمه الرئيس هو المستشار "فاروق سلطان" رئيس الدستورية العليا بعد صراع شرس أيام الإنتخابات، وبمجرد أن كرّمه الرئيس أصدر قراراً بعودة مجلس الشعب، وإن كان إستغرب البعض كيف يكرّم الرئيس من دارت حوله الشكوك فى تزوير الإنتخابات.
و بعد ذلك تم تكريم الدكتور" كمال الجنزورى"، وهو نفسه من قام مجلس الشعب "الإخوانى" من أجل إقالته، ولم يهدأوا وقتها وقالوا عنه ما قالوه، وتصدر صحفهم الهجوم عليه، ثم بعد ذلك الإبقاء على "الجنزورى" إلا أنه بعد خروجه من رئاسة الوزراء، منحه الرئيس قلادة الجمهورية وقام بتعيينه مستشاراً.
و بعد ذلك يأتى الدور على القوات المسلحة، فأصدر الرئيس "محمد مرسى" قراراً بإقالة المشير "طنطاوى" والفريق "سامى عنان" ومنحهم أيضاَ قلادة النيل، تم قام بتعيينهم مستشارين للرئيس، وكان أول من إبتكر تلك الطريقة هو "مبارك"، وذلك عندما عزل المشير "أبو غزالة" ليعينه مستشاراً للرئيس، وتلك هى ذات الطريقة التى يتبعها "مرسى"، وكانت مساراً لتفائل المصريين، حتى طلب البعض منه أن يقوم بتجهيز المزيد من القلادات.
ويقول الأستاذ "عصام الشريف" المنسق العام لجبهة التغيير السلمى، أن السلوك الذى يسلكه الرئيس "محمد مرسى" هو من أجل قتل الصراع النفسى داخل البشر، فما حدث ليس بالقليل، وهو بتلك الإجراءات البسيطة يقتل هذا الصراع ويمثل خروجاً امناً لهم.
أما بالنسبة لمنصب المستشار فقال المهندس "خالد داوود" ممثل حزب النهضة، أن منصب المستشار هو عبارة عن شكليات ليس أكثر، مشيراَ إلى أن هذا المنصب لا قيمة له فى الحياة العامة.
وأضاف أننا لا زلنا فى حالة إستثنائية، وستقابلنا أزمات أكثر بكثيرمن السابق، ولذلك فالرئيس يستخدم تلك الطريقة كنوع من الترضية ليس أكثر، وحتى لا يكون هناك صراع بسبب الأشخاص المعزولين مثل المشير والفريق عنان، فمن الممكن أن يكون لهم تأثير قوى على مؤسسة مثل القوات المسلحة وهو أمر لا نريده الان، وذلك التكريم ليس دليل على النجاح بل هو من أجل تهدئة الأجواء ليس أكثر.