بإعلان الدكتور هشام قنديل عن حكومته تبدأ أول حكومة للرئيس المنتخب بعد ثورة 25 يناير أعمالها، ويبدأ المواطنون فى محاسبة قنديل بدلا من التركيز على محاسبة مرسى.
أعرف أن أى رئيس حكومة يحتاج إلى وقت لتحقيق مجرد خطوات فى أهداف حكومته.
وأدرك أن مصر حكمها صعب، مصر دولة مركزية مثقلة بالهموم والمشاكل وبدور إقليمى وعربى وإسلامى ودولى يجب أن تعود إلى سابق مكانتها، وفوق هذا وذاك تغير المواطن بعد الثورة وأصبح أكثر تطلعا لحقوقه المشروعة، وأقل خوفا من السلطة والسلطان.
ووسط هذا وذاك سيعمل الدكتور هشام قنديل، وعلى الرغم من أن المهمة تبدو صعبة فهى ليست مستحيلة، ولا تحتاج إلى وقت طويل كما يروج حزب الحرية والعدالة.
ففى السياسة يكفى أن يصدقك الناس، ويروا منك (أمارة) أو مجرد إشارة إلى انك تسير فى الطريق الصح حتى يؤمنوا بك.
والإشارة والأمارة هى اخطر مهمة أمام الدكتور قنديل، وأرجو ألا يعيد الدكتور قنديل خطأ رئيسه مرسى، فلا يكثر من الوعود، ولا يجارى المثل الشعبى، ويعمل البحر طحينة.
لأن المواطن حين يسمع الوعود والإنجازات يصبح من حقه المطالبة بالمزيد من الحقوق.
والعدل ليس شعارا تردده الحكومات أو الحكام باللسان فقط، ولكن العدل ألا تختص فئة أو مواطنون بميزة خاصة..حتى لو كانت هذه الميزة مجرد لقاء برئيس الحكومة، وقتك لن يتسع لمقابلة كل أصحاب المطالب والفئات، ولذلك لا تتسرع أو تتورط فى مقابلات من النوع الشعبى دون أن تتحقق من درجة خطورة المشكلة.
العدل أيضا يا دكتور قنديل لا يعنى المساواة بين المواطنين فهناك محافظات وفئات ظلمت كثيرا فى نظام مبارك، وتتنظر رفع الظلم عنها فى أول حكومة للرئيس المنتخب.هذه المحافظات والفئات أقل صوتا ونفوذا، ولكنها الأكثر احتياجا.
التركيز فى هذه المرحلة طوق نجاة، فأنت مكلف بتنفيذ مشروع النهضة الإخوانى، ولكنك تحتاج بالطبع إلى التركيز على بعض المشروعات الحقيقية والتنموية، والقادرة على إحداث تغيير ولو طفيف فى حياة كل المواطنين.
لو اظهرت هذه الأمارة أو الإشارة بالعدل والبعد عن المبالغات والتركيز على احتياجات المواطن ستصبح مثل قنديل أم هاشم يضىء للمواطنين طاقة أمل فى المستقبل.
أما لو غرقت فى دهاليز الإخوان وأوهام ال200 مليار دولار القادمة من الخارج، لو انحزت لفئات سياسية بعينها، وخشيت من الفئات الأعلى صوتا.. لو لم تركز على مصالح المواطن والمواطن فقط فاخشى أن تتحول إلى قنديل البحر يلسع المواطن.
أتمنى لك التوفيق فى مهمتك الصعبة وأن تصبح باعمالك قنديل أم هاشم لكل المصريين