تشتهر منطقة الحسين بأنها واحدة من أهم المناطق الشعبية الأثرية في مصر، لما تضمه من معالم أثرية إسلامية قديمة ومنها مسجد الحسين، منطقة خان الخليلي، الجامع الأزهر، بخلاف المقاهي التاريخية وعلى رأسها مقهى الفيشاوي.. ولذلك لم يكن غريباً أن تكون هذه المنطقة مقصداً رئيساً خلال شهر رمضان لكل من يزور مصر من السائحين العرب والأجانب، الذين يجوبون في شوارعها ويسهرون على مقاهيها حتى تناول وجبة السحور، ويزاحمهم في ذلك المصريون من كافة محافظات مصر. إلا أن الزائر للمنطقة في رمضان من هذا العام، وعلى الرغم من ازدحام حي الحسين والمناطق المحيطة به، بأعداد من الزوار، إلا أنه ليس كمثل كل عام، خاصة في ظل الأجواء التي تشهدها مصر، والتطورات السياسية والأمنية، التي كانت وراء إحجام عدد كبير من السياح العرب والأجانب عن التوافد إلى مصر، خلال الشهر الكريم ، ووسط هذا الغياب، تمتلئ مقاهي حي الحسين بعشرات الشباب والأسر المصرية، الذين يتغنون على أنغام العود، والألعاب الموسيقية، يتبادلون في واحدة من ليالي رمضان العطرة الأغاني والأناشيد المختلفة، في سهرة رمضانية مفعمة بالفن الأصيل، لا يعكر صفوها سوى صوت المتسولين يتوددون، وقراقر النارجيلة بجانبهم، فضلا على صخب الباعة الجائلين الذين يملأون جنبات ذلك الحي طوال العام.
ويعج الحي التاريخي بالمقاهي الشهيرة، التي اعتادت مجموعات كبيرة من الزائرين تناول وجبة السحور أو الإفطار فيها يومياً، والتغني عبر نغمات العود، مجموعة من أرق الأناشيد والقصائد والأغاني الشهيرة، التي ترتبط معظمها بالتراث المصري في كثير من الأحيان، لسيد درويش والست أم كلثوم، والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، يجتمع العشرات حول طاولة واحدة، يتوسطهم مغنٍ وعازف عود، يرددون خلفه الأغاني، يضحكون تارة، وأخرى يبكون!.
وعلى الرغم من كون المنطقة مزدحمة بالزوار، إلا أن شادي أحمد، أحد عمال المقاهي المنتشرة بالمنطقة، قال: إنه على الرغم أن مشهد الحسين يعد للوهلة الأولى لغير أهالي المنطقة ازدحاماً، إلا أننا لا نعتبره كذلك، فالحسين والمناطق المحيطة به يعرف ازدحاما أكثر من ذلك، ولذا يعتبر الأهالي أن رمضان هذا العام من أقل الشهور الماضية التي شهدت توافدا من الزوار؛ بسبب الحالة الأمنية والتطورات السياسية التي شغلت الكثيرين من أبناء مصر.
وهناك، في حي خان الخليلي، وعلى الرغم من عزوف نسبة كبيرة من السائحين، إلا أن الأجواء مزدحمة للغاية، بعشرات السائحين، الذين يقفون عاجزين تماما أمام روعة المصمم الإسلامي، والفن الأصيل، الذي يجمع بين العراقة والحداثة.