بعد شهور من اضطرابات السوق التي أعقبت ثورة 25 يناير، يأتي شهر رمضان ليحقق بعض الرواج لتجار خان الخليلي، وهو رواج انتظروه طويلا. فمنذ ثورة يناير تأثر الاقتصاد وما زال الكثير من السياح يساورهم الخوف من العنف في الشوارع، لكن الأمر تحسن وحدث انتعاش نسبي في شهر رمضان. في ميدان الحسين يتجمع الناس بعد الصيام للسهر حتى وقت متأخر من الليل للاستماع للموسيقى وشرب الشاي والتسوق. حي الحسين الذي بني في العصر المملوكي قبل نحو خمسة قرون متحف مفتوح للمساجد التاريخية والمنازل التي يتخللها العديد من الأزقة التي تحفها المتاجر في سوق خان الخليلي. قال حسين صبحي أمين – صائغ- "اللي عايز يحس برمضان لازم ييجي منطقة الحسين, لأن الوضع هنا بيختلف عن أي حتة موجودة في القاهرة لأن الارتباط الديني هنا بيبقى أكثر والمنطقة هنا سياحية وبيغلب عليها الطابع الإسلامي." من المعالم الرئيسية لحي الحسين مقهى الفيشاوي الذي بني عام 1798 وكان يتردد عليه العديد من الشخصيات الكبيرة مثل الملك فاروق والروائي الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ. قال ضياء الفيشاوي مالك المقهى "دي عادة من زمان.. يعني من العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات.. الناس معتادة تنزل سيدنا الحسين.. مش الفيشاوي بس.. سيدنا الحسين.. تقضي اليوم فيه.. سواء الإفطار أو السحور. وتكمل السهرة أو القعدة عندنا.. بقهوة الفيشاوي. إنما هي عادة قديمة من زمان.. هي بس زادت لأن الناس بقت تحبها أكثر وبتنسى فيها همومها وتنسى مشاكلها وتستعيد الذكريات.. يعني لو احنا مثلا شباب يبقى مع بعضنا شباب.. لو احنا كبار نقول احنا كنا بنيجي هنا زمان. يعني قعدات السمر المصرية اللي هي ما نقدرش نتخلى عنها." وذكرت فرنسية تقيم بالقاهرة تدعى مارييل أنها تحب زيارة خان الخليلي خلال شهر رمضان لأنه يغلب عليه الطابع المصري الأصيل أكثر من أوقات السنة الأخرى. وقالت "الأمر مختلف قليلا. أقصد أن هناك المزيد من المصريين.. المصريون في رمضان أكثر من الأوقات الأخرى. في غير رمضان يمتلئ المكان بالسياح وغيرهم.. الأجواء مختلفة مع وجود المزيد من المصريين".