اختلفت الأجواء الاحتفالية للمصريين هذا العام فى رمضان الذى يجمع بين حرارة شهرأغسطس وسخونة الأحداث الجارية فى عام الثورة فتلونت سهرات الناس بالأجواء السياسية وحديث الثورة. وقد اختلفت توجهات الصائمين بعد الأفطار، فهناك المقاهى فى الأحياء الأثرية كالحسين، والخيم الرمضانية، والنوادى والسهرات الدينية الثقافية التى تنظمها وزارة الثقافة بالاضافة إلى حملة التنشيط السياحى التى أعدتها وزارة السياحة هذا العام بهدف تشجيع السائح العربى على زيارة مصر فى رمضان. وقد كان للثورة أثر على نشاطات الشباب من ذوي الاتجاهات الدينية السياسية هذا العام، وبدلاً من تنظيم الدورات الرياضية والمحاضرات الدينية، ظهرت اللافتات فى شوارع القاهرة والجيزة تدعو الشباب إلى ندوات لمحاربة الشيطان في رمضان عقب صلاة العشاء، أو ورشة عمل أثناء الصيام لتنظيم جهود العمل التطوعي الخيري لأبناء منطقة بذاتها. بينما فضل الكثير من الصائمين قضاء سهرات دينية فى المساجد لصلاة التراويح وقراءة القرآن وبعد صلاة التراويح يفضل البعض قضاء سهرات ترفيهية بعيدا عن المحرمات فى أماكن لها رونقها وبهجتها ،ومنها حى الحسين الذى تشع فيه روحانيات رمضان حيث المساجد والأنوار والتاريخ والأنغام والإنشاد حيث لاتكتمل طقوس شهر رمضان عند الكثير من المصريين إلا بزيارة منطقة الحسين وقضاء ليلة تحمل عبق التاريخ تمتد حتي مطلع الفجر. ويبدأ اليوم في الحسين قبل الإفطار بساعات قليلة من خلال تحضير الموائد الخاصة بالمطاعم في الشارع ليتناول الجميع وجبة الإفطار علي خلفية المباني الأثرية، ثم التجول بين المحلات الموجودة في خان الخليلي التي تبيع التحف والانتيكات بعدها يتجه البعض للمقاهى في الحسين التى تختلف عن جميع مقاهي مصر لأنها لها تاريخ أشهرها مقهي الفيشاوي ،بالإضافة إلى عدة مقاه أخري مشهورة مثل مقهي أم كلثوم ومقهي الشيخ شعبان ، ومقهي الدرويش والذي كان يسمي سابقا مقهي المجاذيب وأيضا مقهي نجيب محفوظ.