اتهمت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيج، روسيا والصين، بخذلان الشعب السوري باستخدامهما حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن اليوم الخميس ضد مشروع قرار حول نظام الرئيس بشار الأسد، وأكد أن بلاده ستفعل ما بوسعها لوضع حد للقمع الوحشى الذي تعانى منه البلاد. وقال هيج "هالني قرار روسيا والصين استخدام حق النقض لأن الوضع في سوريا خطير ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والتقيت لاجئين سوريين في الأردن دُمرت منازلهم، وقُتل أفراد من عائلاتهم بدم بارد، وساروا أسابيع هرباً من الرعب في بلادهم، وشهدوا بعض الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان تُرتكب على نطاق واسع". واضاف "ما يحدث في سوريا هو مأساة لشعبها كله وتهديد للسلم والأمن الدوليين، حيث يُقتل أكثر من 100 شخص كل يوم وصارت بعثة الأممالمتحدة غير قادرة على الإضطلاع بدورها بسبب العنف، واقتربت البلاد من حافة الانهيار التام فضلاً عن الحرب الأهلية، كما تسبب الصراع بخسائر كبيرة للدول المجاورة لسوريا". وقال وزير الخارجية البريطاني إن مشروع القرار الذي تقدمت به بلاده "يطالب بوضع حد فوري لاستخدام الأسلحة الثقيلة، ووقف العنف من جميع الأطراف، واتخاذ اجراءات لتهيئة الظروف لعملية سياسية على النحو المتفق عليها من قبل فريق العمل الوزاري في اجتماع جنيف يوم 30 من يونيو الماضي، الذي ضم روسيا والصين أيضاَ". واعتبر قرار روسيا والصين استخدام حق النقض ضد مشروع القرار "يتعذر تبريره والدفاع عنه من وجهة نظر بريطانيا"، معرباً عن اعتقاده بأن هذا الموقف "سيجعل البلدين يدفعان ثمناً خطيراً في منطقة الشرق الأوسط دبلوماسياً وسياسياً، ويعطي الكثير من المراقبين انطباعاً بأنهما يضعان مصالحهما قبل حياة وحقوق الملايين من الشعب السوري، وسيتم تحميلهما بصورة متزايد مسؤولية تفاقم الأزمة في سوريا، وعرقلة مجلس الأمن من ممارسة الوظيفة التي أُقيم من أجلها". واضاف هيج "لن نتخلى عن جهودنا لتمكين مجلس الأمن الدولي من الإرتقاء إلى مستوى مسؤولياته، وسنسعى لفرض عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي وحلفائنا لزيادة الضغط على النظام السوري، وسنتشاور مع شركائنا في مجموعة أصدقاء سوريا حول السبل التي تمكنها من محاكاة هذه الاجراءات أيضاً". وقال "سنستمر في دعم خطة كوفي أنان التي توفر أفضل أمل لانهاء العنف في سوريا.. وسنزيد من تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري وننظر بصورة عاجلة في سبل زيادة دعمنا للمعارضة السورية، ومواصلة عملنا في المساعدة على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والسعي إلى ردع الفظائع والانتهاكات". واشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن بلاده "تراقب عن كثب ترسانة النظام السوري من الأسلحة الكيماوية والجرثومية وأية محاولة لاستخدامها". واضاف "أن فيتو اليوم لا يفعل شيئاً لتغيير حقيقة أن نظام الأسد آيل للسقوط، ورسالتي لجميع من في النظام هي أنهم سيُحاسبون على أفعالهم، وأن الضغوط عليهم لن تلين لحظة وسنفعل ما بوسعنا لوضع حد للقتل من دون استبعاد أي شيء بالمستقبل في اطار هذه الجهود".