منذ اليوم الأول لإعلان ممدوح الولى عن ترشيح نفسه لمنصب نقيب الصحفيين، وهو يصر أن ينفى عن نفسه ما يتهمه به خصومه، بشأن انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وبعد فوز الولى بمقعد النقيب، ظن البعض أن الجدل المسار حول انتمائه للجماعة قد انتهي، خاصة مع استمراره فى نفى الانتماء لها، مدللاً على ذلك بإقامته حفلة للفنانة أصالة، أثناء عضويته فى مجلس النقابة. ولكن قبل أن ينتهى الجدل نهائيًا بين الصحفيين حول شخصية الولي، قرر هو شخصيا أن يفتح أبوابًا أخرى للجدل، بإقدامه على واقعة غير مسبوقة فى تاريخ النقابة، بإحالته بعض الشكاوى المقدمة ضد الصحفيين إلى النائب العام، مثلما حدث مع الزميل مصطفى عمار، بالإضافة إلى إصرار النقيب على أن يعزف منفردا بعيدا عن مجلس النقابة، وكأن الصحفيين انتخبوه ليكون إمبراطورا لنقابتهم يأخذ القرارات منفردًا، ويتحدث باسم النقابة بعيدًا عن باقى أعضاء المجلس، وهو ما أثار غضب علاء العطار، عضو مجلس النقابة، الذى تقدم باستقالته، احتجاجًا على إدارة الولى المنفردة للنقابة.
ورغم محاولات عدد من أعضاء مجلس النقابة، لرأب الصدع فى مجلس لم يتجاوز عمره 3 أشهر، وإقناع العطار بالعدول عن قراره، خلال زيارة وفد من المجلس له فى منزله يوم الأحد الماضي، إلا أن الأزمة لاتزال مستمرة، خاصة مع إصرار العطار على عدم التراجع عن قراره، بسبب ابتعاد الولى عن منهج العمل النقابى خلال الفترة الماضية، وتحوله عن تحقيق طموحات الجمعية العمومية.
كانت الأزمة داخل مجلس النقابة قد بدأت باستقبال د.كمال الجنزوري، رئيس الوزراء للولى فى بداية الشهر الحالي، وهو اللقاء الذى أشعل فتيل الأزمة داخل المجلس، بسبب اختيار النقيب للوفد المرافق له بشكل سري، دون الرجوع إلى باقى الأعضاء، وضم الوفد كلاً من كارم محمود، السكرتير العام، وخالد ميرى وجمال عبدالرحيم، وحاتم زكريا، وهو ما أثار غضب باقى الأعضاء، الذين وجهوا إلى الولى اتهامًا بممارسة الديكتاتورية فى إدارة النقابة، ولم يمر على لقاء الولى والجنزورى سوى ثلاثة أيام، حتى عاد النقيب ليثير الجدل مجددًا، بمعاودته اللقاء مع رئيس الوزراء، لكن هذه المرة فى لقاء خاص وشديد السرية، وهو ما أشعل موجة غضب جديدة داخل المجلس، خاصة أن الولى اعترف باللقاء الثانى أثناء الاجتماع العاصف الذى انتهى باستقالة العطار، عندما هاجمه أعضاء المجلس، واتهموه بعقد لقاءات سرية، وكان رد الولى بالحرف الواحد «من حقى أقابل أى حد فى البلد».
واتسع الجدل داخل النقابة، مع تسريب تفاصيل عن اللقاء الثانى بين الولى والجنزوري، حيث تردد أن الولى قام خلال الزيارة بطرح نفسه لشغل أحد المواقع القيادية فى مؤسسة الأهرام، وهو ما تزامن مع الأزمة التى تعرض لها عبد العظيم حماد، رئيس تحرير جريدة الأهرام، إلى حد تقديم استقالته، وهو ما أطلق شائعات حول وجود دور للولى فى إثارة الاحتجاجات ضد حماد.
وأثارت الأنباء عن احتمالات تولى نقيب الصحفيين منصب رئيس التحرير، ردود فعل غاضبة داخل قطاعات أخرى بمؤسسة الأهرام، مع ترديد البعض لشائعات ضد الولى حول أنه كان يمتلك شركة متخصصة فى السمسرة وتداول الأوراق المالية، بالمشاركة مع أحد نواب رئيس التحرير فى الأهرام، ويؤكد المعارضون لتولى الولى أحد المناصب القيادية داخل الأهرام، فى محاولتهم التدليل على عدم صلاحيته، أنه خسر أمام أحمد السيد النجار، فى انتخابات مجلس إدارة المؤسسة فى عام 2005، بفارق 50 صوتًا.