فى عصور الجاهلية الأولى كان الكفار يصنعون التماثيل من الحجارة والعجوة ثم يقومون بعدها بإتخاذها ألهة يعبدونها من دون الله وفى عصور الفراعنة تفنن القدماء فى إختراع أشكال جديدة من الألهة لدرجة أن قدسوا الحكام وجعلوهم فراعنة وألهة , وفى العصور الحديثة وبالتحديد فى مصر لم يختلف الفكر الموروث كثيراً عن العصور السابقة بإستثناء عدم عبادة الألهة دون الله وكأننا مازلنا محلك سر لم نتغير ولم نتعلم من دروس الماضى الذى تجرعنا فيه من مرارة الذل والهوان برغبتنا وبإرادتنا بعدما قدسنا الحاكم وجعلناه فى صورة الملاك الذى لا يخطئ والفرعون الذى يجب أن ننصت له صاغرين وأن نطيعه دون جدال والإمام الذى نردد خلفه دائماً أمين أمين .. هذة مقدمة قد نحتاج فى يوماً ما أن نرجع اليها فى أمر قد يختفى قريباً بتولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية أو قد يستفحل وتعود ريما لعادتها المصرية القديمة ولكن بنيولوك 2012 . قديماً وحتى وقت قريب قبل ثورة 25 يناير 2011 كانت صور الرئيس وعائلته دائماً ما تتصدر صفحات الجرائد والمطبوعات المصرية , فاليوم تفتتح السيدة الأولى مشروع كذا وغداً يقوم السيد جمال بزيارة مدينة كذا وبعد أسبوع ينشئ السيد علاء جمعية كذا وهكذا من الموضوعات التى أجُبرنا جميعاً على متابعتها فى صدر الصفحات الأولى وكان النفاق الإعلامى يتغلغل فى كل الوسائل المختلفة مثلما يقول المثل الشعبى " على عينك ياتاجر " ناهيك عن التهانى فى كل المناسبات المختلفة التى كانت تكبد الدولة الملايين من الجنيهات دون رقيب أوحسيب .
ومع الساعات الأولى لتولى الدكتور مرسى رئاسة الجمهورية وبعد أن تصورنا أن العصر المباركى قد إنتهى وأن الغمة قد أزُحيت وأن حبوب الشجاعة المستمدة من الثورة قد أطاحب بحبوب النفاق الموروث عن العصور البائدة فؤجئنا بريما تمارس عادتها القديمة والغفوة الإعلامية مازلت مستمرة بعد نشر صور لزوجة الرئيس الجديد محمد مرسى تتصدر صفحات الجرائد القومية بعد زيارتها لشهداء الشرقية بالضبط الأمر تماما على شاكلة السيدة الأولى كما لقبوها سابقاً سوزان مبارك كذلك تسابق وتسارع أصحاب الطبلة والمزمار فى إرسال التهانى والبرقيات فى صدر تلك الجرائد القومية أيضاً , فى النهاية نحن نؤكد إحترامنا الكامل لها و ندق بكلماتنا هذة ناقوس الخطر حتى لا يحولها بعض المتلونون الى شئ أخر غير هذا الشكل المصرى الجميل ونطرح التساؤلات .. إلى متى سنظل نقدس الحاكم ومن يحيطه حتى ونصنع منه الهه يتحكم فينا كما شاء ؟؟ وهل بدأ الإعلام اللاواعى والغير مدرك فى وصلة نفاق جديدة تصنع من السيدة نجلاء محمود سيدة أولى كما فعلت فى السابق مع سوزان ؟؟ كل هذة التساؤلات ستجيب عنها الأيام القادمة ...