وصفت صحيفة"نيويورك تايمز" فوز مرشح الاخوان المسلمين بالرئاسة المصرية بأنه "انتصار رمزى لجماعة الإخوان المسلمين وسلاح جديد لها فى صراعها على السلطة مع المجلس العسكرى الحاكم". وقالت "التايمز"أن مرسى أول إسلامى ينتخب رئيسا لبلد عربى، لكن انتصاره خطوة غامضة فى عملية الانتقال إلى الديمقراطية فى مصر بعد 16 شهرا على الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك.
وتضيف الصحيفة الأمريكية أنه بعد انتخابات رئاسية قال المراقبون الدوليون إنها كانت ذات مصداقية، اعترفت حكومة القاهرة التى يقودها الجيش بانتصار انتخابى لمعارض للحكم العسكرى على المرشح أحمد شفيق، الذى وعد بالانسجام مع المجلس العسكرى، لكن الاعتراف بمرسى كرئيس لن يفعل كثيرا لحل المعضلة الكبرى بين الجنرالات والإخوان على توازن القوى بين مؤسسات الدولة والدستور المنتظر.
وذكرت الصحيفة إنه وفق خطة الجنرالات، فإن مرسى، 60 عاما، سوف يتولى منصبا مجردا من كل الصلاحيات تقريبا فى ظل الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره الجيش.
وتابعت أنه بعد حل البرلمان المنتخب الذى يقوده الإخوان عشية الانتخابات الرئاسية، فإن الجنرالات الذين تحكموا فى زمام الأمور بعد الإطاحة بمبارك، تراجعوا عن وعدهم بتسليم السلطة فى 30 يونيو، لتوجه لهم الاتهامات بعدها بقيامهم بانتقال عسكرى.
وبعد 84 عاما من عملها كجماعة سرية وغالبا محظورة تصارع فى السجون وفى ظلال حكام مستبدين، تقول التايمز إن الإخوان باتوا الآن أقرب من أى وقت مضى من حلمهم ببناء ديمقراطية إسلامية جديدة. وتعهد قادتها بالقتال من أجل استعادة البرلمان بصرف النظر عن فوز مرسى.
وتقول الصحيفة إن إعلان مرسى رئيسا منتخبا سيعطى للإخوان وحلفائها موقعا للضغط فى صراعها على السلطة مع الجيش، كما أن الجماعة سعت إلى بناء مبادرات مع المزيد من الأصوات العلمانية والليبرالية المدافعة عن الديمقراطية التى وحدتها الثورة ضد مبارك، وتعهد قادة الإخوان بعدم الدخول فى أى مفاوضات مع الجنرالات من دون مشاركة القوى الأخرى من خلال ما أطلق عليه "الجبهة الوطنية".