تشهد الاسواق المصرية أكبر موجة من الركود تمر بمصر منذ أزمة دول شرق آسيا عام 1997, فتراجعت مبيعات مختلف السلع الصناعية والزراعية بنسب كبيرة خلال الشهور الثلاثة الاخيرة نتيجة الاضطرابات السياسية فى مصر . وقال رجال صناعة وتجارة أنه حدث تجمد كثير فى حركة البيع فى قطاعات السلع التكميلية وتراجعها فى بعض السلع المعمرة ، بينما استمرت حركة البيع بنفس معدلاتها فى قطاع السلع الغذائية . وأرجع المهندس مجد المنزلاوى رئيس لجنة الجمارك باتحاد الصناعات ونائب رئيس غرفة الصناعات الهندسية نسب التراجع فى مبيعات السلع الصناعية بشكل عام ما بين 30 و40 % . وقال إن سوق الاجهزة المنزلية يشهد تراجعا كبيرا بسبب إحجام جمهور المستهلكين عن شراء كثير من الاجهزة بسبب انخفاض القوة الشرائية . وأوضح المنزلاوى أن شركات التكييف توقعت انتعاشا نسبيا فى المبيعات مع دخول شهور الصيف، الا أن مبيعات العام الماضى فى ذلك القطاع تزيد عن مبيعات العام الحالى بنسبة 40 % . ويقدر سوق الاجهزة الكهربائية فى مصر سنويا بنحو 4 مليارات جنيه .
من جهته ، كشف محمد المرشدى رئيس غرفة الصناعات النسجية تراجع مبيعات المنسوجات والملابس والسجاد بنسبة تجاوزت ال40 % خلال الشهرين الاخيرين . وقال إن سوق المنسوجات يقدر بنحو 30 مليار جنيه سنويا ويتوزع بين الغزل والنسيج والملابس والمفروشات . وأوضح المرشدى أن السوق يتعرض لحالة ركود كبيرة نتيجة ضعف السيولة النقدية وانخفاض القوة الشرائية لدى المستهلكين , كما تتجه مؤشرات التصدير فى قطاع الملابس الى التراجع الشديد بسبب عدم ضمان تسليم ما يتم التعاقد بشأنه فى موعده . وأكد أن حالة الصراع الدائر على السلطات فى مصر يجمد النشاط الاقتصادى خارجيا وداخليا ويؤثر سلبيا على حركة البيع والشراء . وتوقع أن تتراجع أرباح معظم شركات القطاع خلال العام الحالى وتتحول بعضها الى الخسارة نتيجة الاضطرابات .
فى حين ، ذكر محسن التاجورى رئيس شعبة تجار الأخشاب بغرفة القاهرة التجارية أن صناعة الأثاث تواجه موقفا صعبا نتيجة تقلص استيراد الأخشاب وتراجع مؤشرات البيع المحلى . وذكر إن معدل استيراد الأخشاب تراجع بنسبة 50 % خلال العام الماضى لتنخفض قيمة الواردات من 388 مليون دولار الى 185 مليون دولار وهو ما يشير الى موقف السوق المحلى الذى شهد تراجعا مماثلا فى المبيعات . وأكد أن السوق يشهد اضطرابا واضحا منذ خفض التصنيف الائتمانى للبنوك المصرية واتساع حالة الانفلات الامنى وما نتج عنه من تراجع كبير فى الانتاج