نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان العسكري وجماعة الإخوان المسلمين في مصر تداولا اللوم على التوتر المتصاعد الجمعة في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد نتائج جولة الاعادة الرئاسية التي تدور بين اسلامي ضد رئيس الوزراء السابق للمخلوع حسني مبارك. وقال زعماء جماعة الاخوان المسلمين ان المجلس العسكري الحاكم يحتجز نتائج الانتخابات رهينة لأنها يساوم للحفاظ على قبضته على السلطة. وقد احتشد عشرات الآلاف من أنصار الحركة الاسلامية في ميدان التحرير في العاصمة في استعراض للقوة لدعم المرشح محمد مرسي، الذي حذر من التلاعب في نتائج التصويت الذي يقول انه قد فاز. وأعلن الجيش من جانبها انه يتصرف ل "المصالح الوطنية العليا" وتعهد باتخاذ اجراءات صارمة ضد أي أعمال عنف من قبل أي جماعة غير راضية عن النتيجة الانتخابية. يعد خروج مصر من حالة عدم الاستقرار المستمرة لمدة 16 شهرا التي اعقبت الاطاحة بالرئيس مبارك في 2011، أو ما إذا كان الصراع على السلطة سوف تستمر أو يتصاعد حتى إلى مستوى أكثر خطورة على المحك. وقالت جماعة الاخوان مرارا وتكرارا أنها لن تلجأ إلى العنف، ولكن العديد من وسائل الإعلام شنت حملة قوية ضد الحركة وتزعم انها سوف تغرق البلاد في الفوضى إذا لم يتمكن مرسي من الفوز. ارتفعت حدة التوترات يوم الاربعاء عندما اجلت لجنة الانتخابات في البلاد التي عينها العسكري الاعلان عن نتائج الانتخابات إلى أجل غير مسمى في مطلع الاسبوع. أعلنت جماعة الاخوان المسلمين بعد وقت قصير من اغلاق مراكز الاقتراع الاحد ان مرشحها فاز علي شفيق، الذي يرى كثيرون انه مرشح الجيش المفضل، بنسبة 52 في المئة إلى 48 في المئة. كما اعلن شفيق أيضا فوزه بفارق ضئيل. ويتهم العديد العسكر بالتخطيط لتوجيه لجنة الانتخابات للاعلان عن فوز شفيق. ويقول اخرون ان اللجنة قررت ان هناك انتصار حقيقي لشفيق لكن المخاوف من أن أحدا لن يصدقهم. اللجنة نفسها تقول انها تفرز الطعون من الانتهاكات الانتخابية التي رفعها كلا المرشحين. وأثار الإخوان احتمال آخر: فقط قبل التصويت، قامت المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان الي يسيطر عليه الاخوان , كما منح الجيش نفسه صلاحيات استثنائية جديدة، وترك للرئيس القادم سلطة محدودة. لن يسمحوا الجنرالات للجنة اعلان فوز مرسي حتى يقبلوا هذه القرارات، كما يقول بعض شخصيات حركة. وقال سعد عمارة، عضو جماعة الاخوان المسلمين في البرلمان المنحل "إن المجلس العسكري يخوض حربا نفسية والتأخير في إعلان النتائج ليس سوى جزء من ذلك"، واضاف "انهم يحتجزون النتائج للضغط على جماعة الاخوان المسلمين لقبول (القرار العسكري) على سبيل الأمر الواقع. كما لو يقول: "سنسمح للجنة الاعلان عن فوز مرسي ، في مقابل عدم التحدث عن الإعلان الدستوري أو حل البرلمان." ارسلت جماعة الاخوان مؤيديها الى الشوارع لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على استيلاء الجيش على السلطة. يوم الجمعة، كان أكبر تجمع من هذا القبيل، ودعا المتظاهرون مرسي لأداء اليمين الدستورية كرئيسا للبلاد في ميدان التحرير.