طرابلس (رويترز) - وصل رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الى طرابلس يوم الاثنين لمحاولة التوصل الى اتفاق للسلام مع الزعيم الليبي معمر القذافي وذلك بعد ساعات من تصريح الامين العام لحلف شمال الاطلسي بأن "حكم الارهاب" الذي يتزعمه القذافي يقترب من نهايته. وفي روما ظهر ثمانية من ضباط الجيش الليبي بينهم خمسة برتبة لواء في مؤتمر صحفي نظمته الحكومة الايطالية وقالوا انهم ضمن مجموعة تضم قرابة 120 من الضباط والجنود هربوا في الايام الاخيرة. ويأتي هروبهم بعد شهرين من انشقاق وزير الخارجية ومدير المخابرات السابق موسى كوسا واستقالة الدبلوماسي الكبير علي عبد السلام التريكي. وقال ضابط من المجموعة قدم نفسه باسم اللواء عون علي عون للصحفيين في روما ان ما يحدث للشعب الليبي افزعهم. وتحدث عن وقوع كثير من اعمال القتل والابادة والعنف ضد النساء مضيفا أنه ما من شخص عاقل يتمتع باقل قدر من الفطنة والكرامة يمكنه ان يفعل ما رأوه يحدث بأعينهم وما طلب منهم القيام به. وقال مندوب ليبيا في الاممالمتحدة عبد الرحمن شلقم الذي انشق عن القذافي ايضا ان العسكريين المئة والعشرين جميعهم خارج ليبيا الان لكنه لم يكشف النقاب عن مكان وجودهم. ولم يكن القذافي بين مستقبلي زوما لدى وصوله الى مطار طرابلس لكن التلفزيون الليبي عرض في وقت لاحق لقطات له وهو يستقبله في اول مرة يظهر فيها علنا منذ 11 مايو ايار. وفي المطار سار زوما على البساط الاحمر بينما أخذت فرقة من الاطفال تغني بالانجليزية على وقع الموسيقى "نحن نريد القذافي" وقد حملوا الاعلام الليبية وصور الزعيم الليبي. وهذه ثاني مرة يزور فيها زوما ليبيا منذ بداية الصراع في فبراير شباط لمحاولة التوصل نيابة عن الاتحاد الافريقي الى وقف لاطلاق النار. ولم تحقق زيارته السابقة نجاحا يذكر حيث رفض القذافي التخلي عن السلطة وقالت المعارضة ان رحيله شرط مسبق لاي اتفاق لوقف اطلاق النار. وزاد تواتر هجمات حلف شمال الاطلسي الجوية على طرابلس وتعرض مجمع باب العزيزية مقر اقامة القذافي في وسط المدينة للقصف بشكل متكرر. وشاهد صحفيون تمت مرافقتهم الى باب العزيزية بعد وصول زوما مجموعة تضم نحو 160 زائرا افريقيا يهتفون بشعارات مؤيدة للقذافي ويلوحون بأعلام دول من بينها تشاد والنيجر وغانا. وقالت بريطانيا يوم الاحد انها ستضيف قنابل خارقة للتحصينات الى تسليح طائراتها في ليبيا قائلة انها سلاح سيرسل رسالة قوية الى القذافي بأن الوقت حان لرحيله. وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندرس فو راسموسن في منتدى للحلف في فارنا في بلغاريا "عمليتنا في ليبيا تحقق أهدافها... اضعفنا الى حد بعيد قدرة القذافي على قتل شعبه." واضاف "حكم الارهاب الذي يمارسه القذافي يقترب من النهاية." وينفي القذافي مهاجمته للمدنيين ويقول ان قواته اضطرت للقتال للتصدي لعصابات مسلحة ومتشددين موالين للقاعدة. ويصف القذافي تدخل حلف شمال الاطلسي بأنه عمل استعماري يستهدف الاستيلاء على الاحتياطيات النفطية الكبيرة التي تملكها ليبيا. وتكثف بريطانيا واعضاء اخرون في حلف الاطلسي الضغط العسكري بهدف كسر جمود يظل فيه القذافي متشبثا بالسلطة رغم انتفاضة شعبية ضد حكمه الذي زاد على اربعة عقود وغارات جوية مستمرة منذ اسابيع. ورفض الاميرال الامريكي سامويل لوكلير قائد القيادة المشتركة للعمليات في نابولي التعليق على ما اذا كان الحلف سينشر قوات برية في ليبيا لكنه أشار الى احتمال الحاجة ألى قوة صغيرة لمساعدة المعارضة فور انهيار حكم القذافي. وقالت بريطانيا ان القنابل الخارقة للتحصينات التي تزن الواحدة منها نحو طن وتستطيع اختراق اسقف او جدران المباني الحصينة وصلت الى قاعدة جوية ايطالية تستخدمها الطائرات البريطانية في قصف اهداف ليبية. ويقول حلف الاطلسي انه يتحرك وفقا لتفويض من الاممالمتحدة لحماية المدنيين من هجمات قوات القذافي التي تحاول اخماد انتفاضة شعبية ضد حكمه. لكن استخدام اساليب أكثر شدة ينطوي على احتمال اثارة انقسامات بين دول الائتلاف الهش المؤيد للتدخل العسكري كما قد يعجل باستدراج الحلف الى نشر قواته البرية في ليبيا وهي خطوة يحاول بشدة تفاديها. وفي تصعيد لمشاركتهما في العمليات العسكرية في ليبيا قالت بريطانيا وفرنسا انهما بصدد استخدام طائرات هليكوبتر هجومية في ليبيا لتحسين القدرة على استهداف مواقع القذافي. لكن طائرات الهليكوبتر اكثر عرضة للنيران الارضية من المقاتلات التي تحلق على ارتفاعات كبيرة. وتمكنت المعارضة بمساعدة من طائرات حلف شمال الاطلسي من صد هجمات القوات الموالية للقذافي لكنها ما زالت تتعرض للقصف في عدة مواقع وتحاول الدفاع عن مناطق انقطعت عنها سبل الامداد. وقال التلفزيون الليبي يوم الاثنين ان حلف شمال الاطلسي شن غارات جوية على زليطن وهي البلدة التالية على الطريق الساحلي باتجاه طرابلس من مصراتة.