شفيق: مبارك كان جادا في التنحي وجمال بدا منكسرا وهو يقول لي انا قاعد في البيت جريمة الصكوك الشعبية كانت بيع الشركات والمصانع بربع ثمنها لرجال اعمال معروفين بالإسم
منذ ان خرج من الحكومة التزم أحمد شفيق الصمت .. لم يتحدث الي صحيفة لكنه تحدث الي عادل حمودة رئيس تحرير .. تحدث احمد شفيق في كل شئ عن ترشحة لرئاسة الجمهورية وعن حقيقة اتهامه في موقعة الجمل وعن البلاغات التي جري تقديمها ضده الي النائب العام.. كان احمد شفيق صريحا الي درجة كبيرة .. كشف عن اسرار اللحظة الأخيرة قبل تنحي مبارك..
لقد كان أحمد شيق ضد توريث جمال مبارك للحكم.. كان معارضا له وبعنف بل كان ضد عدد كبير من الوزراء الذين كان يؤمنون بجمال ووضعوا وزاراتهم في خدمة مشروعه.. لذلك لم يكن صحيحا ماجري ترويجه انه سيصبح رئيسا للوزراء بدلا من أحمد نظيف لأنه اولا لم يكن مستعدا لأن يكوم مثل أحمد نظيف..
ثانيا ان عدد كبير من الوزراء كانوا يتمنون التخلص منه،ولهذا جري ترشيحه ليصبح نائبا للرئيس المخلوع مبارك.. وهو منصب للتخلص منه فقط وبطريقة تبدو لائقة ، وهنا وجب ان نؤكد انه عندما قيل ان شفيق اختير لهذا المنصب-نائب الرئيس- قبل عمر سليمان لم يكن طعنا في عمر سليمان ولا من باب المنافسة بينهما ..
ما احزن شفيق وقتها ان من ابلغه بترشحه لهذا المنصب كان احد وزراء البيزنس.. كأنه يقول له اخيرا سنتخلص منك فانت تقف ضد مشروعاتنا.. لقد وقف احمد شفيق ضد مشروع الخصخصة وفي المرحلة الأخيرة في حكم مبارك وهي المرحلة التي كان فيها جمال هو المصدر الوحيد للمعلومات وذات يوم بدا مبارك متحمسا لمشروع بناء مراكز تسوق في المحافظات ولو بمصادرة الأراضي الزراعية من الفاحين وعندما واجه شفيق احمد نظيف قال له :"ما هي منفعة عامة" وكانت في الحقيقة منفعة خاصة.
حدث ايضا ان جري عرض موضوع الصكوك الشعبية .. كان الهدف منه بيع باقي الرصيد المصري من الشركات العامة .. قالوا نقدمه هدية للشعب ..لكن شفيق رأي ان ماعرض كلام تخاريف فلو قسمنا الممتلكات الباقية علي 80 مليون سيكون نصيب كل واحد صكا قيمته 400 جنيه ،وسيبيع اغلب الناس صكوكهم بأرخص من قيمتها لتشتريها مجموعة من رجال الأعمال علي علاقة قوية بوزراء اللبيزنس ،وبهذه الطريقة المصنع المقام ب600 مليون جنيه ينخفض سعره الي الربع او الثلث وعندما سأل احمد شفيق نظيف عمن سيشتري قال: الأسماء عندنا وكل شئ محدد ومعروف مسبقا.
لقد حكي احمد شفيق كيف تم ترشيحه لرئاسة الحكومة بعد قيام ثورة يناير قال: يوم ساتقالة حكومة نظيف كنا في القرية الذكية وقرأ علينا خطاب الإستقالة .. شهرت ساعتها بأنني سأكون مرشحا لرئاسة الوزراء.. وبالفعل اتصلوا بي تليفونيا وأبلغوني اني مطلوب في الرئاسة ،
وأذكر عندما دخلت صعدت في الأسانسير لوحدي لمكتب مبارك وعندما فتح الأسانسير وجدت جمال مبارك في وجهي فأخبرني انه ترك الحزب الوطني وقاعد في البيت ، وبدا عليه الإنكسار وأذكر انني أخذت ورقة بأسماء الوزراء في الحكومة المستقيلة وقال لي مبارك :مافيش قيود .. اختار من تشاء لكنه استدرك"بس ياريت تترك لي احمد ابو الغيط وممدوح مرعي ثم اضاف وسامح كويس-يقصد سامح فهمي- وفي الليل وجدت مكالمة توضح رغبته في ان يبقي علي انس الفقي .. في الأول طلب ان يكون وزير شباب وبعد ذلك قال :خليه في الإعلام ولم اهتز فأنا قادر علي إقصاء من لا يعمل بكفاء ولو بعد فترة من الزمن .
قدم شفيق شهادته علي الطريقة التي ادار بها مبارك احداث يناير قال: لو فرض مبارك قراره بالتفاهم مع معاونيه يمكن كان توصل الي حلول أفضل .. كنت أتخيل ان الثورة تقبل منه إصلاحات قوية في وقت مبكر لكن عناده فتح القديم والجديد والتقدم في السن كان له دور وعامل.
كشف احمد شفيق ان مبارك كان جادا في التنحي وأكد علي ما نشرناه في جريدة الفجر بعد تنحي مبارك مباشرة من ان المشير طنطاوي وعمر سليمان واحمد شفيق كانوا وراء تنحي مبارك .. فقد اتصل عمر سليمان بمبارك يطلب منه التنحي فطلب مبارك نصف ساعة مهلة كي يعود للهانم والأولاد ثم جري اتصال آخر بعد 10 دقائق وافق بعدها علي ترك السلطة.
أما عن ترشحه للرئاسة فان احمد شفيق لم يفكر فيه في بداية الأمر بدليل انه اقترح أحمد زويل.. بعدها جاءته وفود متعددة تطالبه بأن يترشح وهنا وافق غيرة منه علي البلد معتقدا انه يستطيع بحكم علاقاته واتصالاته ومصداقيته عمل الكثير وموعدنا في الصندوق.