إيمان كمال -محمد عادل حالة من الارتباك تشهدها أروقة صناعة السينما فى مصر بسبب الأحداث السياسية الراهنة والتى أدت لتراجع إيرادات الأفلام المطروحة بدور العرض وهو الأمر الذى تسبب فى قلق صناع الأفلام من تفاقم الوضع الأمنى حتى إن البعض بات مترددا ما بين طرح فيلمه الجديد أو تأجيله، فكانت المحصلة عدم وجود أى أفلام فى موسم رأس السنة، وهو ما يعنى أيضا أن موسم منتصف العام الدراسى سيتحول إلى مفرمة للأفلام، لأنه من المقرر طرح عدد كبير منها وصل حتى الآن إلى 7 أفلام، ومن المتوقع أن يصل عددها ل10 من هذه الأفلام وهى «واحد صحيح، عمر وسلمى 3، ريكلام، بنات العم، حلم عزيز، برتيتة، جدو حبيبي».
هانى سلامة بطل فيلم (واحد صحيح) يرى أن تظل عجلة السينما دائرة لأنها تساعد فى اقتصاد مصر الذى تكبد خسائر فادحة طوال الفترة الماضية، ولذلك على الناس أن تركز على العمل ونترك فى النهاية النجاح والتوفيق على الله.. وفى وجهة نظره أن من يعتبر موسم نصف العام مفرمة للأفلام فهى اجتهادات شخصية فمن الممكن أن يكون العكس فلا أحد يعلم بالغيب.
ويضيف بقوله: لنكن صريحين فإذا تم تأجيل الأفلام لموسم الصيف ستكون هناك انتخابات رئاسية وستظل الساحة السياسية مشتعلة بالأحداث لفترة طويلة، ولذلك لا يمكننا أن نؤجل السينما لمواسم عديدة.. فلماذا نتوقع أن يكون 25 يناير المقبل مأساة فقد يكون احتفالية بأول سنة على ثورتنا العظيمة
أما المخرج على رجب الذى ينتظر عرض فيلمه الجديد (ريكلام) فيخشى على الفيلم من الاضطرابات وعدم الاستقرار، وكان يأمل أن يتم تأجيل الفيلم، ولكن الأمر فى النهاية فى يد المنتج والموزع.. خاصة أنه قد تكون هناك ثورة جديدة مسلحة فى الخامس والعشرين من يناير أو ثورة غير آمنة، وحينها بالطبع لن يقبل الجمهور على السينما بل سيهجرها، خاصة مع برودة الجو والحالة الاقتصادية السيئة التى تمر بها الأسر.
وينتظر المخرج على إدريس طرح فيلم « جدو حبيبى» ولم يستطع أن يجزم ما إذا كان الفيلم سيتم طرحه فى موسم نصف العام أم سيتم تأجيله، واعتبر أن القرار النهائى يعود للشركة المنتجة والموزعة وأشار إلى أنه حتى الأسبوع الماضى كان القرار طرح الفيلم فى موعده.
المنتج محمد السبكى الذى قرر طرح فيلمه (عمر وسلمي) الجزء الثالث يوم 18 يناير بالرغم من الظروف الأمنية، تمنى ألا تسوء الأمور حتى إجازة نصف العام حتى لا يتسبب ذلك فى تفاقم الأزمة السينمائية مرة أخري، وأوضح أنه لم يتمكن من طرحه فى موسم رأس السنة بسبب عدم وضوح الموقف الأمنى بالإضافة إلى عدم الانتهاء من المرحلة الثالثة للانتخابات.
بينما أكد المنتج والمؤلف محمد حفظى أنه لا يتوقع أن تكون هناك ثورة مصرية ثانية يوم 25 يناير، وأنه قرر طرح فيلمه الجديد « بنات العم » فى موسم نصف العام رغم الدعوى التى أقيمت ضد الفيلم واتهام أبطاله بسرقة فكرته، وأوضح أن الشركة الموزعة قامت برفع دعوى قضائية بالسب والقذف ضد من قام بهذا الأمر، وأكد أن ما حدث لا يعيق عرضه خاصة أنه تم تحديد ميعاد لعرضه وهو 26 يناير.
أما المنتج والموزع هشام عبد الخالق فقرر التعامل مع الأمر بذكاء ومسك العصا من المنتصف فقد قرر طرح أفلام الشركة الخاصة به سواء برتيتة أو «بنات العم» بعد 25 يناير، وبالتحديد فى ليلة السادس والعشرين وذلك ليترقب الوضع الأمنى أولا، فإذا تصاعدت الأحداث سيقرر تأجيل العرض، ولكن فى حال استقرار الأمور سيقرر عرض الفيلم.
ويرى أن على السينما أن تواصل عملها حتى لا يترك المجال فقط للأفلام الأمريكية وهى خسارة فادحة للمنتج المصرى والعربى بشكل عام، لأن جمهور السينما سيتحول لمتابعة الأمريكية فقط