ذكرت صحيفة الإندبندنت خبر بعنوان " دمشق تتلاعب بمراقبى الجامعة العربية " اوردت فيه أن مهمة فريق المراقبة العربي في سوريا تواجه خطر التلاعب من قبل دمشق التي تعيق المراقبين عن آداء مهمتهم، بينما تستمر في سفك دماء المدنيين السوريين. كما إنه على الرغم من موافقة النظام السوري على تنفيذ الفريق العربي لمهمته التي تهدف في الأساس إلى تخفيف وتيرة العنف الذي حصد ما لا يقل عن 5 آلاف قتيل سوري منذ مارس الماضي، فإن الأسبوع الأول من المهمة التي تستغرق شهرا قد شهد تصعيدا في العنف والمصادمات بين القوات الحكومية وعشرات الآلاف من المتظاهرين".
واضافت أن تصاعد العنف لا يعد في حد ذاته اتهاما للفريق العربي المكون من 60 عضوا، حيث اعتمد السوريون أنفسهم في الفترة الأخيرة على وجود هذا الفريق ببلادهم للخروج في مظاهرات أكبر حجما وأكثر نشاطا إما لاستثارة رد الفعل القمعي للقوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، أو استغلال تراجع المواجهة مع هذه القوات للحصول على تأييد أكبر من المدنيين السوريين وضم أعدادا جديدة منهم إلى صفوفهم.
كما ان هناك شكاوى من قبل الجماعات السورية المختلفة من قيام الجهات الأمنية السورية بإعاقة عمل فريق المراقبة، حيث لا تسمح لأعضائه بالتواصل الحر مع المتظاهرين، كما تلفت أنظارهم بعيدا عن حملات القمع والقتل التي ترتكبها بحق هؤلاء المتظاهرين حتى في المدن التي يتواجد بها الفريق العربي. وطالبت بتوضيح عدد من الأمور من بينها ضمان الحفاظ على سلامة أعضاء فريق المراقبة أنفسهم وكفالة تنفيذهم لمهمتهم على النحو الأمثل.
ومن ناحية أخرى تصريحات رئيس الفريق الجنرال السوداني مصطفى الدابي - التي وصف فيها الوضع في حمص ب"المطمئن" - تضع العديد من علامات الاستفهام، ولاسيما بعد انتشار مقاطع الفيديو التي تظهر أعضاء فريق الدابي وهم يشاهدون إطلاقا كثيفا للنار بالمدينة السورية وحدوث إصابات بين صفوف المدنيين.
وقالت: "إن شخصية الدابي كانت مثار جدل منذ بداية تشكيل الفريق العربي، مشيرة إلى التناقض الواضح في تعيين القائد السوداني -الموالي للرئيس السوداني عمر البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لإرتكابه إبادة جماعية بدارفور- رئيسا لفريق تحقيق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان".
وأضافت، أن أداءه لمهمته في سوريا حتى الآن لم يدفع الشكوك التي دارت حوله منذ توليه المهمة. ولفتت إلى أنه على الرغم من تمسك مؤيدي رئاسة الدابي لفريق المراقبة العربي بالإشارة إلى مراقبته لوقف إطلاق النار في دارفور، فإن النظر في ملفه بالكامل لا يزيد فقط من التساؤلات المطروحة بشأنه لكنه أيضا يثير الشكوك حول رغبة الجامعة العربية في كشف الملابسات الحقيقية للأحداث في سوريا.
واستطردت قائلة أن فريق المراقبة العربي سيفقد مصداقيته ما لم يتم استبدال الدابي بقائد جديد للفريق، وتحديد مسار محدد للمهمة العربية في سوريا يتمتع بالاستقلال عن نظام الأسد وتأثيراته.
وأشارت إلى أن التكتم على الحقائق في سوريا التي تشهد سقوط الضحايا بشكل يومي لا يعد فقط عملا غير أخلاقي لكنه قد يسفر أيضا عن نتائج عكسية غير مرغوبة.