تطرق المستشار مصطفى سليمان ممثل النيابة العامة إلى رجل الأعمال حسين سالم المتهم في قضية إهدار المال في صفقة بيع الغاز إلى إسرائيل وتقديم رشاوى لمبارك وأسرته، قائلا :" أما عن المتهم حسين سالم، فهو صديق لمبارك وأسرته..صاحب المكانة المتزايدة والعلاقة الكبيرة معهم.. بدأت الصلة بينهما في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، كان مبارك وقتها نائبا لرئيس الجمهورية وعلى علم بنشاط (سالم) بالاتجار في السلاح بل وإدانته أيضا في أحدى القضايا المتعلقة بتجارة السلاح، ورغم ذلك أحاطه بنفوذه ورعايته، فحصل على خلفية تلك الصداقة والنفوذ على أكثر المناطق المميزة في منتجع شرم الشيخ ومحافظة جنوبسيناء بأكملها، ومنح الفرصة للاستثمار في كافة المشاريع العملاقة سواء السياحية أو الاقتصادية كتصدير الغاز أو في مجال الإسكان وغيرها.. كما كان يمنح قروضا من البنوك دون أية ضمانات.. والسؤال هنا، إذا كان هذا ما قدمه المتهم الأول (مبارك) لصديقه حسين سالم.. فماذا قدم الصديق لمبارك ؟ ". كما تطرق ممثل النيابة إلى حبيب العادلي وزير الداخلية السابق قائلا: "هو أطول وزراء الداخلية عمرا في الوزراء.. تولى مسئولية وزارة الداخلية لمدة تزيد عن 13 عاما، وهي فترة غير مسبوقة أهله لها براعته في إقامة نظام أمني قمعي مستبد وخروجه بدور جهاز الشرطة العظيم من خدمة الشعب وحمايته وتوفير الأمن له إلى خدمة النظام الحاكم، واستخدامه (العادلي) لكافة السبل القمعية للحفاظ على تلك السلطة من وأد الفكر وانتهاك الحريات، وبسط سلطانه على غالبية المؤسسات، وزواج الأمن بالحزب الوطني، وكرس جهاز الشرطة لانجاح مشروع توريث الحكم ". وقال المستشار سليمان : إن العادلي لم يعبأ بالإصابات التي حلت بالمواطنين أو الأرواح التي أزهقت في سبيل البقاء في منصبه وبقاء الرئيس السابق مبارك في السلطة لتظل عروشها قائمة ولو على جثث المواطنين وأبناء الوطن الذين كانت كل جريرتهم انهم أحبوا وطنهم.. لم يعبأ بصرخات الأمهات والأباء والأشقاء الذين فقدوا أحبابهم وذويهم".
قتل المتظاهرين هي الجريمة الابشع في حياتنا المعاصرة وتحدث المستشار مصطفى سليمان ممثل النيابة العامة عن جريمة قتل المتظاهرين خلال الثورة قائلا :" جريمة هي الأبشع في تاريخنا المعاصر.. جريمة قتل المصريين الذين خرجوا يطالبون بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.. جئناكم يا سيادة الرئيس (القاضي) بأوجاع امهات وآباء مكلومين بأحزانهم والألم من نظام قمعي مستبد تعامل مع المتظاهرين السلميين الشرفاء بقلب ميت .. فقد قست قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة.. لقد صوب النظام (السابق) بنادقه وأسلحته إلى صدور المواطنين مدفوعا بالخوف من اهتزاز عرشه أو سلطانه".. وأضاف : " هذه المحاكمة ستحدد مستقبل مصر في السنوات القادمة.. وفيها ستكون العبرة والعظة لمن يتولى مقاليد الأمور بعد ذلك".. وأوضح المستشار سليمان ان النيابة قد استقرت على تقسيم مرافعتها فاصلة بين قضية قتل المتظاهرين، وقضية الفساد المالي.. مشيرا إلى أن خطة المرافعة ستنطوي على تناول وقائع القضية وحكم القانون والأدلة التي اعتمدت عليها النيابة العامة في وصف الاتهام .