توقعات بأن يكون اسم فيلمها القادم «الباحثات عن الحرية.. والعدالة» الإسلاميون يفتحون باب التوبة أمام إيناس الدغيدى
لا أدرى لماذا يعتبر البعض أن الحكم الإسلامى إذا تم تطبيقه فى مصر فإنما سيتم ذلك من أجل دحر المخرجة إيناس الدغيدي.. ولا أعرف تحديدا من الذى رسخ لأن تكون المخرجة على رأس القوائم المستهدفة منهم.. حتى إن أقل تصريح تصدره يتم تأويله، وكأنها ارتدت عن الدين.. بل إنه لا يمر يوم إلا وتجد من يطلب دمها والقصاص منها لأنها قالت كذا.. أو فعلت كذا.
الغريب أن من يتناول تصريحات المخرجة لا يستشهد منها سوى بما يخدم أغراضه والذى يوضح أنها مارقة، وأن وجودها يمثل خطرا على الدين، بل لكل الأديان السماوية.. حتى إن صدى استضافة الإعلامى طونى خليفة لها فى برنامجه «الشعب يريد» خلال رمضان وما قالته من تصريحات بخصوص رؤيتها للحجاب مازال يتردد حتى الآن فى المنتديات والفيس بوك.. إلى جانب تأويل البعض لتصريحات سابقة خاصة بالمطالبة بحصول الشواذ على حريتهم فى المجتمع.. كذا ما يخص التعرى حتى باتت رمزا لخرق تابوه الجنس فى الشرق.
ربما لأنها لم تقبل أبدا أن ينتقص أى كائن قدرا من حريتها، حتى إنها أعلنت ذلك وتصدت لعمل عدة أفلام تدعو لهذا الأمر مثل «الباحثات عن الحرية»، « ما تيجى نرقص»، ومن قبلهما « مذكرات مراهقة».
وربما لأنها من أوائل السيدات المصريات اللاتى حصلن على شهادة التخرج من المعهد العالى للسينما إن لم تكن الأولى على الإطلاق عام 1975م، وقدمت أول أفلامها «عفوا أيها القانون» بعد ذلك بعشر سنوات، وهو الفيلم الذى أثار جدلا كبيرا وقتها، ليس لوجود مشاهد جنسية به، ولكن لتبنى وجهة نظر مغايرة عما عهدت السينما حيث كان يميل لإنصاف المرأة على الرجل، وأن المرأة لها حقوق تتساوى تماماً مع الرجل ليتضح منذ ذلك الحين أن إيناس تنتهج نهجاً يخصها يمثل صدمة للرجل الشرقى المتدين بطبعه، ثم تتوالى بعد ذلك الأعمال التى ترسخ لهذا الاتجاه، وتوضح بما لا يدع مجالاً للشك، أن هناك منهجاً تنويرياً يتحرك للأمام، ويكتسب مع كل عمل أرضاً جديدة، وأنصاراً جدداً، حتى إن مجلة النيوزويك اختارتها أكثر من مرة ضمن أكثر 50 شخصية لها تأثير فى العالم العربي.
حين تابعنا بشغف الانتخابات البرلمانية الجارية الآن فى مصر، كان استحواذ الإسلاميين والحزب الذى يمثلهم «الحرية والعدالة» على نصيب كبير من المقاعد لافتا للنظر حتى إن هذا أعطى مؤشرا باحتمالية أن تكون مصر إسلامية، ومن ثم ذهب البعض لتوقع ما يمكن حدوثه، وكان لإيناس الدغيدى نصيبا من ذلك، حيث توقع البعض أن تعود إلى رشدها حينئذ، وتدخل تحت عباءة الدين، بل وترتدى النقاب.. وهناك من توقع بأن يكون اسم أول فيلم تقوم بإخراجه وقتها هو «الباحثات عن الحرية والعدالة» وهو الأمر الذى يتيح لها التخلص من ذنب اقترافها لفيلمها الشهير «الباحثات عن الحرية» وغيره من الأفلام التى ساعدت فى تصنيفها كرمز للمرأة الخارجة على إطار الدين.. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن بعض المواقع ذهبت إلى وضع تصورات شكلية لها وهى ترتدى النقاب، لتبدو وكأنها رسالة لكل من هن مثلها بأن باب التوبة غير موصد أمامهن، ومن ثم يكون هذا تشجيعاً لهن، أو ليتم الفهم من خلال الرسالة بأنه لن يتم السماح لامثالها بالتواجد إلا بتلك الكيفية.
كما أنه كان لافتاً أيضا فى ذلك الوقت خروج تصريح لها يؤكد أنها سترحل عن مصر إذا حكم الإسلاميون، وهو الأمر الذى نفته إيناس نفسها وأشارت إلى عكسه تماما، ما يوضح أنها دائما الحاضر الغائب كلما ألحت سيرة الإسلاميين فى أى جلسة أو حوار