قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن "الخصمين العنيدين وهما الولاياتالمتحدةوإيران يستهلان تحركات سريعة للدفاع عن العراق في مواجهة تمرد المسلحين السنة الجهاديين"، مشيرة إلى أن "الولاياتالمتحدة تدرس بشكل عاجل توجيه ضربات عسكرية تستهدف الجهاديين، فيما أرسلت طهران مسئولا عسكريا كبيرا للقيام بترتيبات للدفاع عن العراق. ونقلت الصحيفة - في موقعها الإلكتروني عن مسئولين أمريكيين كبار القول - إن الولاياتالمتحدة تدرس بشكل جدي شن حملة جوية يمكن أن تستهدف هؤلاء المقاتلين ليس فقط في العراق بل أيضا في سوريا التي سيطر فيها هؤلاء الجهاديون على مساحات كبيرة خلال العامين الماضيين، مشيرة إلى قول الرئيس باراك أوباما إن قرارات بهذا الشأن ستتخذ خلال "الأيام المقبلة". وقالت الصحيفة إن "إيران تحركت للدفاع عن مصالحها لدى جارتها الغربية، حيث أرسلت الجنرال قاسم سليماني قائد فرقة القدس بالحرس الثوري الإيراني والذي يعد موجها لقوات الحرس الثوري إلى بغداد بهدف لقاء زعماء الميليشيات وقادة القبائل الذين يسيطرون على الطرق والممرات الغربية المؤدية للعاصمة، وهى طرق معرضة للسقوط في قبضة الجهاديين". وأضافت أن "هذا التدافع من جانب الخصمين القويين (الولاياتالمتحدةوإيران) لدعم السلطات العراقية أكد مدى الجدية التي يأخذان بها الوضع في العراق الذي يتعرض لمخاطر التفكك نتيجة التقدم المفاجئ هذا الأسبوع من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)". وقالت الصحيفة إن "الجهاديين، الذين لا يتجاوز عددهم بأي حال 7 آلاف رجل قلبوا الحسابات الإقليمية هذا الأسبوع بعد ما استولوا على مدن عراقية وبلدات رئيسية في الشمال، وتسبب في فرار جنود الجيش خلال اكتساحهم الجنوب حتى وصولهم إلى بعد نحو 50 ميلا من العاصمة، وإن هناك مئات الآلاف من العراقيين يبحثون عن مأوى آمن بعد هذا الحدث فيما حذرت الأممالمتحدة من أن مقاتلي داعش ارتكبوا عمليات اعدام واغتصاب خلال تقدمهم العسكري الذي تم بدون مقاومة". وأضافت أن "وحدات من الميليشيات الشيعية بدأت في الدفاع عن المزارات الشيعية المقدسة في سامراء والتي لم تتعرض لدمار حتى الآن وأن آية الله العظمى على السيستاني رجل الدين الشيعى الأوسع نفوذا في العراق حث أتباعه خلال صلاة الجمعة في كربلاء أمس على حمل أسلحتهم لمحاربة الإرهابيين والدفاع عن البلاد". وأشارت إلى أن "المساعدة الأجنبية للعراق تبدو مرجحة عقب التصريحات الأخيرة من أوباما ومسئولين آخرين بالإدارة الأمريكية، ولكن الرئيس أوباما استبعد إرسال جنود ومشاة بحرية أمريكيين مرة أخرى إلى شوارع العراق التي قاموا بحراستها في الفترة من 2003 إلى 2011، لكنه ألمح إلى استعداد جديد لعودة الولاياتالمتحدة إلى القتال في العراق، حيث قال أوباما إن مقاتلي "داعش" يمكن أن يشكلوا تهديدا في نهاية الأمر للمصالح الأمريكية أيضا". وقال مسئولون أمريكيون ل"جارديان" إن "الخيارات المطروحة للنقاش تشمل حملة جوية تستخدم إما القوة الجوية أو الطائرات الحربية أو كليهما معا ومدة هذه الحملة لم تحدد بعد، كما أن الهجمات باستخدام طائرات بدون طيار مازال قيد الدراسة، ولكن الطائرات الأمريكية التي يقودها طيارون مازالت الخيار المفضل بفضل التفوق الكبير للجانب الأمريكي، ضد الأهداف المتحركة والقابلة للمناورة". ونقلت الصحيفة عن مسئولين في البنتاجون القول إنه "تجرى دراسة توجيه ضربة عسكرية لمقاتلي داعش في العراقوسوريا الذين يعملون عبر حدود البلدين". كما قالت الصحيفة إن "دور الجنرال الإيراني قاسم سليماني لم يتضح بشكل كامل حتى الآن، وإن سليماني الشخصية القوية بالجيش الإيراني لم يلتق رئيس الوزراء نوري المالكي أو المسئولين العسكريين العراقيين بل بزعماء الميليشات التي يرجح أن يلعبوا دورا في قتال داعش". وأضافت أن "هذا التمرد بدا كأكبر تهديد لاستقرار العراق منذ الانسحاب الأمريكي قبل 3 سنوات، كما أن الأممالمتحدة تحذر من أزمة إنسانية جديدة، حيث قال المتحدث باسم الأممالمتحدة لشئون حقوق الإنسان روبرت كولفيل إن مئات الأشخاص قتلوا وإن الكثير أعدموا بعد سيطرة داعش على الموصل".