بعد أن أنهى المصريون بنجاح أول وثاني استحقاقات خارطة الطريق والتي انتهت بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بجدارة وتوليه مسئولية قيادة البلاد الأربع سنوات المقبلة، بات أمام الشعب المصري إنهاء الاستحقاق الثالث والأخير لتكتمل بذلك تلك الخارطة التي اختارها المصريون بارادتهم وإصرارهم على النجاح والتحرر. وهكذا أصبحت الانتخابات البرلمانية على الأبواب وبدأت الأحزاب في الاستعداد وراحت القوى السياسية المختلفة تدرس إمكانية عقد تحالفات لخوض المعركة الانتخابية وسط ترقب من الشعب نفسه الذي يستعد هو الآخر للمشاركة الفعالة في الانتخابات من أجل اختيار أفضل العناصر ليمثلوه في مجلس النواب المقبل، وهنا لابد أن يكون لنا جميعا نحن أبناء هذا الشعب وقفة جادة أمام تلك الاختيارات. فمن غير المعقول ولا المقبول بعد نجاح ثورتي يناير ويونيو وهذا التغيير الكبير الذي شهده المجتمع المصري بأكمله أن تعود الأمور كما كانت عليه قبل الثورتين ونجد أنفسنا أمام نواب يلهثون وراء المسئولين من أجل رصف طريق أو وظيفة أو واسطة هنا وهناك، لابد أن ندرك جميعا أن هذا النظام ذهب بلا رجعة وهذه النوعية من النواب لم تعد تصلح لتبني قواعد الدولة المصرية الجديدة. إننا نتطلع لنواب يمثلوننا تمثيلا حقيقيا يرفعون مصلحة البلاد على المصالح الشخصية والفردية الضيقة، إننا نريد نوايا يشرعون ويضعون الخطوط العريضة للقوانين الجديدة، نريدهم عيوننا على أداء الحكومة يراقبون الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين يرصدون السلبيات ليصلحوا الأخطاء، إننا نتطلع لنائب ينتقد ويقترح الحلول العلمية الفعالة نائب جريء شجاع لا يخشى إلا الله يعمل من أجل إرضائه ومن أجل رفعة الوطن، لقد انتهى عهد نائب الخدمات ليأتي عهد نائب الشعب الذي يعمل من أجل مصر. إننا اليوم مطالبون أن نحسن اختيار النائب الذي لابد أن يتصف بكل الصفات التي تطرقنا إليها، وعلينا أن ننحي جانبا العصبيات والقبليات ولغة المال، فهذه الأمور لم تعد هى الأسس الملائمة لاختيار نواب البرلمان المقبل، إنه أهم وأخطر برلمان في تاريخ مصر الحديث وعلينا أن ندرك أن اختياراتنا لنوابه القادمين ستكون هى أسباب نجاحه أو فشله لا قدر الله.