تباينت ردود أفعال منظمات يهودية أمريكية، في أعقاب الإعلان عن تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية مابين مُطالب للإدارة الأمريكية بقطع جميع المساعدات المالية للفلسطينيين، والداعي للانتظار حتى يتم الحكم على هذه الحكومة وفقا لتصرفاتها. ورصدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية - في تقرير أوردته على موقعها الألكتروني اليوم الثلاثاء، تصريحات لبعض من هذه المنظمات، التي طالب معظمها الإدارة الأمريكية، إما بإعادة النظر في المساعدات المالية التي تقدمها إلى السلطة الفلسطينية، أو قطعها بشكل كامل، وذلك في أعقاب تشكيل حكومة وحدة وطنية بدعم من حركتي فتح وحماس. وأعربت منظمة "ايباك"، وهي اللوبي الأمريكي الداعم لإسرائيل الأكثر قوة، عن قلقها وإحباطها الشديدين، بإعلان تشكيل حكومة فلسطينيية تدعمها حماس، وقالت "ضم منظمة إرهابية إسلامية سيئة السمعة للحكومة الجديدة هو انتكاسة للسلام".. في إشارة إلى حركة "حماس". وقالت "ايباك" إن القانون الأمريكي يمنع صراحة تقديم أموال إلى "حكومة فلسطينية تشارك فيها حماس، أو حكومة لحماس نفوذ غير مناسب فيها".. وحثت على إجراء مراجعة شاملة للمساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، لضمان اتباع القانون وتنفيذه بشكل كامل. ومن جانبه، وصف ديفيد هاريس المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي، الإعلان عن حكومة الوحدة الفلسطينية بأنه "انتكاسة أخرى لأي أفق للسلام"..وحث الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على التمسك بالاعتراف بأن حماس منظمة إرهابية..واصفا تكنوقراط "حماس" بأنهم "ذئاب في ثوب حمل". وحثت منظمة "جي ستريت"، اللوبي اليهودي الموالي للسلام، الولاياتالمتحدة والحكومة الإسرائيلية على أن تراقب تصرفات الحكومة الفلسطينية الجديدة، وأن تنتظر،..وذلك عقب تأكيدها على ضرورة قبول الحكومة الفلسطينية الجديدة، بالشروط التي وضعتها "اللجنة الرباعية للشرق الأوسط" الرامية إلى الاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف والالتزام بالاتفاقات الإسرائيلية الفلسطينية المبرمة مسبقا. وانتقدت المنظمة اليهودية التصريحات التي أدلى بها مؤخرا، إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة بغزة، والتي قال فيها أن "المصالحة الفلسطينية تهدف إلى توحد الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، ومواصلة خيار المقاومة والصمود". كما شددت على أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل لن يتعاملوا مع "حماس" حتى تقبل الأخيرة بحق إسرائيل في الوجود، وتنبذ العنف، مشيرة إلى أن الاختبار الحقيقي للحكومة الفلسطينية يجب أن يكون بناء على السياسات التي تتبعها. ومن جانبه، لم يطالب "مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية" بقطع فوري للمساعدات المالية الأمريكية المقدمة إلى السلطة الفلسطينية، بل حذر الولاياتالمتحدة وحكومات أخرى بأن تكون "يقظة في حكمها وتعاملاتها" مع حكومة الوحدة الوطنية الجديدة. كما انتقدت "منظمة الصهيونية في أمريكا"، بأقسى الكلمات، ما وصفته "تجاهل الحكومة الأمريكية لتشكيل حكومة عباس الجديدة".. زاعمة أن الحكومة الجديدة ارتكبت انتهاكا كبيرا لاتفاقية أوسلو- حيث شكلت حكومة تشترك بها حركة إرهابية معترف بها- وهو أمر تحظره هذه الاتفاقية، حسب تعبيرها. وعلى النقيض، دعت منظمة "أمريكيون من أجل السلام الآن" اليهودية، في بيان لها، إدارة أوباما والحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي لتحديد علاقاتهم مع هذه الحكومة الفلسطينية الجديدة على أساس مواقفها وتصرفاتها، بدلا من استخدام مشاركة حماس في تشكيلها كذريعة لرفضها. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت أنها ستعمل مع حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية وستواصل تقديم المساعدات لها، إلا أنها حذرت من أنها تراقبها عن كثب لضمان احترامها لمبدأ اللاعنف، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي إن واشنطن تعتقد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "شكل حكومة تكنوقراط انتقالية لا تشمل عناصر مرتبطة بحماس".. فيما أعربت إسرائيل عن "خيبة أملها العميقة" إزاء تصريح الخارجية الأمريكية.