أعرب وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل عن أمله في أن تؤدي صفقة تبادل للأسرى بين الولاياتالمتحدة وطالبان إلى الوصول إلى انفراجة في جهود التسوية مع المقاتلين الأفغان. وأسفرت صفقة تبادل الأسرى عن إطلاق السارجنت في الجيش الأمريكي بوي برجدال- المحتجز منذ أكثر من خمس سنوات وهو آخر سجناء حرب أفغانستان التي تشارف على الانتهاء- وتسليمه للقوات الخاصة الأمريكية في أفغانستان يوم السبت في مقابل إطلاق خمسة معتقلين من طالبان من معتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا ونقلهم إلى قطر. وقال هاجل للصحفيين المسافرين معه في زيارة إلى أفغانسان "لا أعرف ما إذا كانت هذه العملية ستؤدي إلى انفراجات محتملة جديدة مع طالبان. آمل أن يتحقق هذا الأمر." وتحارب الولاياتالمتحدة مقاتلي طالبان منذ الإطاحة بهم من الحكم عام 2001. وردا على سؤال عما إذا كان الإفراج عن السجناء سيشجع طالبان على خطف المزيد من الجنود الأمريكيين قال هاجل "كان هذا تبادلا لأسرى الحرب.. كان تركيزنا على عودة السارجنت برجدال وهذا قد يوفر جسرا جديدا محتملا لمفاوضات جديدة." وقال هاجل إن حكومته استمرت في البحث عن فرص لاستعادة برجدال حتى بعد أن قطع المتمردون المفاوضات عام 2012. وقال "كنا نعمل على إيجاد طرق لفتح آفاق مع طالبان لنحاول استعادة السارجنت برجدال. هذه العملية لم تبدأ للتو. كانت نتاج جهود مستمرة وشاركت فيها حكومتنا على كل المستويات. وجدنا بعض المنافذ.. التي جعلت الأمور تتضح بالنسبة لنا." وأشار هاجل إلى أن العامل الأساسي في نجاح العملية كان استعداد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لقيادة جهود التوصل إلى اتفاق. وأضاف "التوقيت كان مواتيا.. وتضافرت العناصر لإتمام الأمر." وجاء الإفراج عن برجدال بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء الخطوط العريضة لخطة سحب كافة الجنود الأمريكيين من أفغانستان مع نهاية العام والباقون بحلول العام 2016 منهيا بذلك أكثر من عقد من التورط العسكري الأمريكي في تلك البلاد. وقال مسؤول أمريكي إنه لا يرى علاقة بين الاتفاق وإعلان أوباما. وأضاف "عملية التفاوض كانت سابقة لقرار سحب الجنود. إنها عملية تمت بمساعدة القطريين وبعد أن أدركت طالبان أننا جادون." ووصف هاجل الذي خاض حرب فيتنام إطلاق سراح برجدال بأنه "يوم سعيد". وأضاف "في عملية خطرة مثل هذه حيث لا شيء مؤكد نستعد لجميع الاحتمالات." وأشار إلى أن القوات الخاصة التي نفذت العملية "اتخذت كل الإجراءات الوقائية الممكنة عبر المخابرات والمراقبة والاستطلاع" وعبر التأكد من وجود جميع الأشياء اللازمة في مكانها الصحيح ومن ضمنها طائرات الهليكوبتر. وأضاف "لحسن الحظ لم يحصل أي إطلاق نار ولم يحصل عنف. سارت الأمور بشكل جيد. ليس فقط كما توقعنا وخططنا ولكن كما يجب أن تكون باعتقادي". وأشار هاجل إلى أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لم يتبلغ بالعملية قبل حصولها. وقال "كان على هذه العملية أن تنفذ بدقة شديدة. فقط القليل القليل من الاشخاص كانوا على علم بها. لم نكن لنتحمل حصول أي تسريبات في أي مكان لأسباب واضحة." وأضاف هاجل أن أوباما قد أعلن نيته إقفال معتقل جوانتانامو وأنه- كوزير دفاع- ينظر في بقية الحالات الموجودة هناك. وقال "البعض أكثر تقدما في هذه العملية من غيرهم." وأضاف "العوامل الأساسية لإطلاق سراحهم تكمن في وجود الدول الراغبة في استقبال السجناء وتقديم الضمانات بأنهم لن يعودوا بعد ذلك إلى القتال." وأشار هاجل إلى أنه سيتوصل يوم الأربعاء إلى قرار "قريب إلى حد ما" بشأن ستة معتقلين في جوانتانامو عرضت أوروجواي استقبالهم.