تناولت "ميشيل دن"، الباحثة الأميركية في معهد كارنيجي لأبحاث السلام - في تحليل لها - شخصية السيسي، وترشحه للرئاسة، وبرنامجه السياسي، معتبرة أن المصريين لا يعرفون إلا قليلا عن السيسي نفسه، باعتباره لم يظهر أمام الرأي العام بكثافة إلا خلال الفترة الأخيرة من حكم الرئيس السابق؛ وهو ما يُعد إشكالية بالنظر إلى الاستحقاقات التي تواجهها مصر، حسب وجهة نظرها. وتابعت الباحثة: أنه نظرا إلى شغله منصب رئيس الاستخبارات العسكرية، لم يكن السيسي معروفا للجمهور حتى تلك اللحظة التي حل فيها محل المشير محمد حسين طنطاوي كوزير للدفاع في أغسطس 2012، ثم زادت شعبيته بعد سقوط مرسي في 30 يونيو 2013. ورأت الباحثة، أن السيسي لن يواجه منافسة حقيقية، سواء من اليمين أو من اليسار في الانتخابات الرئاسية، موضحة أن المرشح حمدين صباحي سيجتذب بعض أصوات العمال والقوى الثورية، لكن الشباب الذين منحوه أصواتهم في 2012 انقسموا وتضاءلوا. وأوضحت، أن المشير سيحقق انتصارا سهلا بمعايير الانتخابات نفسها، وأن المصريين يتطلعون إلى معرفة موقف السيسي من بعض القضايا الرئيسية التي يواجهها مجتمعهم، بما في ذلك الأمن، وحقوق الإنسان، والمشكلات السياسية والاقتصادية، فالمشكلة الأمنية - حسب الباحثة - توسعت منذ سقوط الإخوان في 30 يونيو، ولم تقتصر على عمليات الجهاديين في سيناء، وإنما امتدت داخل القاهرة. وترى الباحثة في مركز كارنيجي، أن تصاعد المشكلات الاقتصادية سيؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار، إذ إن هناك نقصا حادّا في الطاقة، بينما شهدت معدلات البطالة ارتفاعا، خاصة بين الشباب، كما أن الإنفاق على الدعم لن يستمر دون الهبات الخليجية. وأضافت، أن أي إجراءات تقشفية لموازنة الإنفاق الحكومي قد تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة إخفاقات في إنعاش الأنشطة الاقتصادية، سواء عبر جذب الاستثمارات، أو تنشيط السياحة. وطرحت الباحثة الأمريكية خمسة أسئلة على المرشح الرئاسي، اعتبرت أنها تسلط الضوء على كيفية تعامل السيسي مع التحديات الضخمة التي تواجهها مصر: أولا: هل يعترف السيسي بأن مصر تمر بفترة من الصراع الداخلي والاستقطاب غير المسبوقين، وأن المصالحة الوطنية مطلوبة الآن؟ ثانيا: هل يمد السيسي غصن الزيتون إلى هؤلاء الذين يشعرون بالاستبعاد منذ يوليو 2013، ومن بينهم الشباب والصحفيون والمجتمع المدني والمنتقدون للسلطة بعد 30 يونيو، بالإضافة إلى الإخوان؟ وذكرت الكاتبة أن رؤساء مصر حاولوا إظهار أنفسهم على أنهم رؤساء للأمة بأسرها، وأن السيسي اعتبر في خطابه الأخير أن أي مصري غير مدان شريك كامل في الوطن. ثالثا: هل يعرب السيسي عن التزامه بتنفيذ قوانين حماية حقوق الإنسان التي جاءت في الدستور؟ رابعاً: هل يعرب السيسي عن التزامه بالتعددية السياسية، واتخاذ خطوات لفتح المجال السياسي أمام كل من العلمانيين والإسلاميين؟ وفي هذا الصدد قالت دنّ: إن السيسي أعطى بعض الإيحاءات عن الديمقراطية في خطاب إعلان ترشحه للانتخابات. خامساً: كيف يناقش السيسي دور القطاع العام، خاصة الجيش في الاقتصاد كنقيض للقطاع الخاص، وهل يعترف بأن القطاع الخاص الحر يمكن أن يخلق الوظائف المطلوبة للقوة العاملة الضخمة والمتنامية؟