تحاول قيادات الأحزاب النمساوية المتنافسة على حجز مقاعدها في برلمان أوروبا الجديد, تحفيز الناخب النمساوي للإدلاء بصوته في انتخابات البرلمان الأوروبي, حتى وقت متأخر عشية فتح أبواب الاقتراع غدا الأحد, تخوفا من تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات الأوروبية بسبب حالة الاحباط التي تسيطر على المواطن النمساوي نتيجة تراكم مشاكله الداخلية المتمثلة في زيادة نسبة البطالة وغلاء الأسعار بسبب زيادة نسبة التخضم والإجراءات التقشفية الصارمة التي تطبقها الحكومة النمساوية للقضاء على عجز الموازنة بحلول عام 2016. وعلى جانب آخر ينظر الائتلاف النمساوى الحاكم حاليا والمكون من الحزب الإشتراكي الديمقراطي "إس ب أو", وشريكه حزب الشعب المحافظ "أو فاو ب", بكثير من القلق لنتائج الانتخابات الأوروبية, خوفا من معاقبة المواطنين للائتلاف الحاكم بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه المواطن النمساوي, وهي العقوبة الذي ستؤدي في المقابل إلى صعود التيار اليميني المتشدد, في ظل استطلاعات رأي تتوقع ارتفاع حصة حزب الحرية اليميني المتشدد "إف ب أو" من الأصوات الانتخابية كنوع من العقاب للأحزاب التقليدية الحاكمة. وقد أدى ظهور نتائج التصويت الأولية في ايرلندا, اليوم السبت, إلى زيادة حالة القلق التي تسيطر على الحزبين الحاكمين في النمسا بعد حصول المرشحين المستقلين في ايرلندا على أعلى نسبة أصوات بواقع 22%, في نفس الوقت الذي هبط فيه نصيب الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم إلى نحو 6%. جدير بالذكر أن نسبة مشاركة الناخبين النمساويين في الانتخابات الأوروبية عام 2009 بلغت 46%, في حين ارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية النمساوية عام 2013 إلى نحو 75%, حيث أحرز المحافظون المركز الأول برصيد 30%, بينما جاء الاشتراكيون في المركز الثاني بنسبة 7ر23%, في حين تراجع حزب الحرية اليميني المتشدد إلى المركز الثالث برصيد 7ر12% قبل حزب الخضر الذي حصل على نسبة 9ر9%.