ساعات قليلة تفصلنا عن بدء عملية التصويت لاختيار رئيس مصر القادم في الانتخابات لاستكمال الاستحقاق الثاني من خارطة الطريق التي بدأت بالاستفاء على الدستور. ولا شك أن العالم كله من حولنا شمالا وجنوبا شرقا وغربا يراقب ويتابع العملية الانتخابية المصرية والكل ينظر للمصريين وهم يختارون رئيسهم الجديد لفترة الأربع سنوات المقبلة، والحقيقة أننا جميعا أصبحنا نتحمل مسئولية كبيرة أمام المولى عز وجل وأمام أنفسنا وبات على كل مصري ومصرية كهلا أو شابا أن يقرر مصير هذا الوطن الكبير من خلال مشاركته الفعالة في العملية الانتخابية والإقبال على صناديق الانتخاب لتحديد من هو الرئيس القادم. وعلينا أن ندرك جميعا أن زمن السلبية وترك الساحة للآخرين ليقوموا بالاختيار بدلا منا قد ولى وانتهى إلى الأبد وبغير رجعة ولم يعد من المقبول أن نتقاعس عن أداء هذا الواجب الوطني الكبير.. أننا لابد وأن نقول كلمتنا ونحدد من هو القادر على تحمل المسئولية والأمانة وعلى قيادة سفينة هذا الوطن الغالي لبر الأمان بعيدا عن العواصف والرياح.. أننا نريد الرجل صاحب الرؤية الذي يحلم بمستقبل أفضل لمصر وشعبها.. رجل قادر على اتخاذ القرار ويعرف متى يتخذه. إن المصريين لم تعد لديهم رفاهية المجازفة والتجارب المحفوفة بالمخاطر بل أصبح لزاما عليهم هم الآخرين اتخاذ القرار الصحيح في التوقيت المناسب، وها هو الوقت المناسب قد حان وعلى كل مصري حر شريف أن يحرص على أداء واجبه الوطني نحو مصر. إننا اليوم مطالبين بالاحتشاد أمام الصناديق لنثبت للعالم أننا أصحاب حضارة قديمة وعظيمة وأننا لا يمكن أن نهمل في حق وطننا العظيم أن المصري الذي أبهر العالم في حرب أكتوبر العظيمة وتحدى أصعب حائط صنعه الإنسان في تاريخه واخترقه وحوله إلى سراب في ست ساعات ثم عاد وأبهر العالم مرة أخرى عندما قام بثورة الخامس والعشرين من يناير عام ألفين وإحدى عشر هذا المصري العظيم قادر بإذن الله على أن يبهر العالم بعظمته وقوة إرادته من خلال الخروج بالملايين لاختيار رئيسه القادم بعد ثمان وأربعين ساعة. وعلى كل مصري أن يدرك أن صوته أمانة في عنقه سوف يحاسب عليه أمام الله يوم الحساب، وعليه أن يؤدي الأمانة ويشترك في تحديد مصير ومستقبل وطنه العظيم من خلال مشاركته والإدلاء بصوته الغالي في تلك الانتخابات.