عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: "ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه". قالت الدكتورة إيمان عبدالعزيز أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إنه حينما كان يقدم إلي الرسول صلى الله عليه وسلم طعاما لاترغب فيه نفسه كان يتركه من غير أن يذمه أوينفر أحد منه، ومثال ذلك أنه صلي الله عليه وسلم قدم إليه "ضب" وكانت العرب تأكله، فلم يأكل منه، واعتذر بأنه لم يألفه ولم يعرفه في أرض قومه ولكنه لم يعبه ولم ينفرهم من أكله. وأضافت: ويدل فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم - على عظيم أدابه ومراعاته لشعور الآخرين، وذلك لأن طبائع الناس مختلفة والطعام الذي يحبه شخص قد ينفر منه آخر وذم الطعام يشعر بالاستخفاف بالرزق الذي أنعم الله به علينا، لذلك كان أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطعام دافعا لنا إلى رعاية حق الغير، ومذكرا بنعمة الله تعالى. وأشارت إلى أن ما يرشد إليه الحديث: هو أن الطعام رزق تفضل الله به علينا فلايجوز أن نعيبه بل يجب أن نقوم بشكره وأن على المسلم أن يرعي حق غيره وألا يؤذي شعوره، وأن لكل شخص أن يتناول من الطعام الحلال ما يلائم طبيعته وأن يترك مالا يلائمها.