أكدت مصادر أمنية وطبية اليوم الجمعة،أن قوات ليبية غير نظامية تدعمها طائرات هليكوبتر ويقودها فريق أول متقاعد في الجيش اشتبكت مع ميليشيات إسلامية في مدينة بنغازي بشرق البلاد مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل. وقال محمد الحجازي الذي وصف نفسه بأنه المتحدث لما يسمى بالجيش الوطني الليبي إن مقاتلين غير نظاميين بقيادة الفريق أول المتقاعد خليفة حفتر قصفوا قواعد لجماعة أنصار الشريعة وجماعة إسلامية أخرى في بنغازي. وأضاف أن المقاتلين مازالوا يقصفون معسكرات الميليشيات في مسعى لإستعادة شرعية الدولة الليبية. وذكر أن الميليشيات سيطرت على المداخل الشرقية لبنغازي. وأبلغ رئيس أركان الجيش التلفزيون الرسمي بأنه لم يصدر أي أوامر لأي وحدات من الجيش النظامي بمهاجمة قواعد في بنغازي. ومازال الغموض يسيطر على الوضع لكن شهودا قالوا إن طائرة هليكوبتر تتبع الجيش النظامي استخدمت في شن هجمات على قواعد للإسلاميين. وذكرت مصادر طبية بمستشفى محلي أن شخصين على الأقل قتلا وأصيب عشرة آخرون في الإشتباكات. وقال الحجازي إن المتشددين فروا من قواعدهم إلى داخل المدينة الأمر الذي زاد صعوبة العملية العسكرية. ولا تزال ليبيا تشهد اضطرابات منذ الإنتفاضة التي حدثت في عام 2011 وأطاحت بالزعيم معمر القذافي. واتهم مقاتلون إسلاميون بتنفيذ سلسلة من عمليات الإغتيال والتفجيرات ضد الجيش في بنغازي وفي وقت سابق هذا العام أدرجت واشنطن جماعة أنصار الشريعة على قوائمها للمنظمات الإرهابية. وتدير الجماعة بشكل علني نقاط تفتيش أمنية وبعض الخدمات الخيرية في المدينة. وفي فبراير شباط أثار حفتر أحد الوجوه البارزة في الإنتفاضة ضد القذافي شائعات عن وقوع إنقلاب بعد ظهوره بالزي العسكري ودعوته لتشكيل لجنة رئاسية لحكم البلاد حتى إجراء انتخابات جديدة. وليس من الواضح حجم الدعم الذي يتمتع به حفتر داخل الجيش الذي لايزال تحت التدريب. وقالت حكومة طرابلس في فبراير شباط إنه لا يتمتع بأي سلطة وهددت باتخاذ إجراءات قانونية ضده. لكن الحكومة تتسم بالضعف كما يعاني البرلمان من الشلل بفعل التشاحنات السياسية مما أعاق تحقيق أي تقدم يذكر على طريق إرساء ديمقراطية كاملة منذ عام 2011. ولم تتم صياغة الدستور الجديد حتى الآن في حين شهدت البلاد تعيين ثلاثة رؤساء حكومة متعاقبين منذ مارس آذار. وتساعد الولاياتالمتحدة ودول أوروبية في بناء جيش نظامي لكن القوات المسلحة الليبية والحكومة لا تستطيعان السيطرة على كتائب المقاتلين الذين حاربوا القذافي لكن يرفضون إلقاء السلاح وكثيرا ما يتحدون سلطة الدولة. وتضرر قطاع تصدير النفط الحيوي في البلاد بشدة وكثيرا ما يستهدفه المسلحون الذين يسعون لنيل حصة أكبر من الثروة النفطية أو الحصول على مزيد من الحكم الذاتي لمنطقتهم أو حتى الحصول على خدمات أفضل. ومنذ الصيف الماضي أغلق محتجون مسلحون موانيء وحقول نفط بشكل متكرر لينخفض انتاج ليبيا من النفط إلى 300 ألف برميل يومياً من 1.4 مليون برميل يوميا قبل بدء الاحتجاجات.