ذكر موقع "الموينتور" الأمريكي أنه لا يبدو ما يحصل في مصر من تحضيرات للانتخابات الرئاسيّة، شأنا مصريا داخليا فحسب، وأن الفلسطينيين يتابعونها، وحركة حماس بشكل خاص تراقبها عن كثب لعلمها اليقين بأن نتائجها ستجد تبعاتها الميدانية على العلاقة بين الجانبين، مصر وحماس. ونقل الموقع عن من وصفهم بالمصادر المطلعة بأن ثمة أجواء عامة سادت حماس في الأسابيع الأخيرة مفادها أن العلاقة مع مصر ستتحسن تدريجيا، بالتزامن مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يومي 26 و27 مايو الحالي، وذلك، رغبة من المرشح الأوفر حظا المشير عبد الفتاح السيسي في الظهور كمن أعاد التواصل مع "الأشقاء الفلسطينيين" وطوى صفحة التوتر التي سادت العلاقة بين الجانبين منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013. وكشف الموقع عن أن هناك ورقة تقدير موقف تتداولها أوساط قيادية في داخل حماس، بالتزامن مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي المصري وترجيح كفة فوز السيسي فيها. جاء في الورقة: "قد يغلب على علاقة مصر وحماس في المستقبل طابع الفتور، كما في مرحلة ما قبل ثورة يناير 2011، ويرافقها تبادل للشك رغم أن مصر تدرك بأن أمنها القومي يمتد لقطاع غزة. والوصول إليه يفترض علاقة مع حماس، حتى لو وصلت التباينات معها درجة كبيرة". وقال إن أولى الإشارات لبداية التغييرات الإيجابية على العلاقة بين مصر وحماس تحضيرا لصعود السيسي، سماح القاهرة لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق بالتوجه إلى غزة قادما من القاهرة لإتمام المصالحة مع حركة فتح. وأوضحت مصادر "المونيتور" أن التحسن الملحوظ في سلوك مصر تجاه غزة لم يأت عفويا، بل لأن حماس بعثت برسائل إلى صناع القرار في القاهرة تفيد بتمسكها برعاية المصالحة مع فتح كونها لعبت الدور الأكبر منذ انطلاقها. وكانت حماس قد أكدت في أكثر من مرة أنها لن تستغني عن العلاقة مع مصر، على الرغم مما طرأ عليها من قطيعة قاسية بعد الأحكام القضائية الأخيرة وحظر لأنشطتها في مصر. ونقلت أوساط نافذة في حماس ل"المونيتور" معلومات تفيد بأن إعادة طرح العلاقة مع مصر تزامن مع مجيء أبو مرزوق إلى غزة وطرحه أفكارا للنقاش، أبرزها أن السيسي الرئيس المقبل رجل عسكرى. ويعلم أن العلاقة مع الفلسطينيين يجب أن تستمر بمن فيهم حماس، إذا أعلت الحركة من طبيعتها الوطنية وغلبت القضية الفلسطينية على أيديولوجية الإخوان. وأشار"الموينتور" إلى أن "هناك جهود بطيئة في حماس تبذل لمحاولة إحداث فاصل فكري أيديولوجي مع الإخوان ، ليس تنصلاً من تاريخ الحركة، ولا إعلان براءة من الإخوان، ولكن رغبة بتأصيل الجانب الوطني الفلسطيني للحركة، بعكس ما أعلنه ميثاق الحركة الصادر عام 1988، من أنها أحد أجنحة الإخوان".