أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنيين ناصر جودة على أنه لا وساطة من أية دولة في عملية الإفراج عن السفير فواز العيطان بمفهوم الوساطة ، بل كانت هناك عروض بالمساعدة من كثير من الدول إلا أن العمل والتفاوض والإجراءات تمت من قبل الخارجية وجهاز المخابرات الأردني وبتوجيهات من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع الحكومة الليبية..لافتا إلى أن الجهة الخاطفة كان لها علاقة بالسجين الليبي في الأردن محمد الدرسي. ونفى جودة – في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الخارجية ظهر اليوم الثلاثاء – وجود صفقة من أجل إطلاق سراح العيطان لأنه لم يكن سجينا بل كان مختطفا من قبل جهات هدفها الإفراج عن الدرسي الذي تم ترحيله أمس الاثنين إلى ليبيا وفق وزير الخارجية ، قائلا "إننا تمكنا من معرفة الجهات الخاطفة للسفير العيطان منذ بداية الأزمة". وأضاف وزير الخارجية "إننا كنا نتواصل مع الدولة الليبية التي قامت بالتواصل مع أشخاص مؤثرين فيها ، حيث كانت تأتي المعلومات عبر سفيرها في الهند علي العيساوي الذي كان حلقة الوصل حيث مكث بالأردن في بداية الأزمة أياما طويلة"..مؤكدا على أن المفاوضات كانت تشهد انفراجا ثم تعثرا وذلك للاختلاف على بعض التفاصيل. وأفاد بأنه كانت هناك مساع وجهود بين الحكومتين الأردنية والليبية منذ شهور للوصول إلى مذكرة تفاهم حسب اتفاقية الرياض عام 1983 لتبادل المجرمين والمساجين بين الدول العربية ،وذلك لتسليم الدرسي إلى ليبيا لاستكمال فترة محكومتيه في بلاده .. نافيا في الوقت ذاته الأنباء التي ترددت عن أن الخاطفين كانوا يسعون لإطلاق سراح القيادي السلفي الجهادي الأردني عمر أبوقتادة مقابل العيطان. وحول غياب التصريحات الحكومية خلال هذه الفترة..قال جودة "إن هذه الأزمة كانت غير مسبوقة بالنسبة لنا وكنا نعتبر أن أي تصريح في غير مكانه قد يؤثر على سلامة العيطان ومسار التفاوض للافراج عنه ، لذلك قصدنا أن تكون تصريحاتنا فقط في حال تأكدنا من أن الأمور على وشك الانتهاء ، وأن السفير في طريق العودة ، أبينا أن نخرج على الإعلام إلا بوجود معلومة جديدة"..لافتا في هذا الإطار إلى أن هناك بعض وسائل الإعلام أوردت على مدار الفترة الماضية معلومات غير دقيقة بشأن عملية التفاوض. وأضاف "لقد توخينا الدقة والصدق في نقل المعلومة وابتعدنا عن أخبار الإثارة"..مؤكدا في الوقت ذاته على أنه لم تكن هناك وساطة فرنسية أو تدخل أمريكي في عملية التفاوض بشأن إطلاق سراح السفير العيطان بل عرضت بعض الدول المساعدة من خلال دبلوماسييها أو من خلال معلومات كانت لديها. وكشف جودة عن أن السفير العيطان كان قد تعرض في مرحلة من المراحل لتهديد مباشر ، قائلا "إننا طلبنا منه العودة إلى الأردن ثم مكث فترة وبعدها عاد لأننا لا نستطيع أن نكون رهينة لوضع أمني إلا أن ما حدث كان خارجا عن إرادتنا وسيطرتنا ومع ذلك تعاملنا معه بهدوء وروية".مؤكدا على أن الأردن دولة واثقة من نفسها ومن إجراءاتها وأن أي تهديد لمصالحها تتعامل معه. وقال إننا نتعامل مع أي تهديد أمني سواء كان مباشرا أو غير مباشر فكل الإجراءات المطلوبة للتعامل مع هذه التهديدات يتم اتخاذها ومع ذلك فالمطلوب منا هو تكثيف الإجراءات بخصوص أمن السفارات..بمعنى أي أن سفير يجب أن يكون مؤمنا بشكل كبير" ، مؤكدا على أن مسألة إرسال سفير جديد إلى ليبيا سيتم دراستها في حينها . وأضاف إن ليبيا دولة نكن لها كل الاحترام ولنا معها علاقات قديمة ويجب أن نحافظ عليها كما علاقاتنا مع كل دول العالم..معربا عن تمنياته بأن تتمكن الدولة الليبية من السيطرة على حالة الفلتان الأمني الحالية وأن يعود إليها الأمن والاستقرار. وردا على سؤال يتعلق بعودة سفير الأردن لدى اليمن بسبب الأوضاع الأمنية هناك..أجاب جودة بأن سحب السفير تم لمدة معينة لتجاوز فترة الانفجارات التي تشهدها اليمن فهو إجراء وقائي ولا علاقة له باختطاف السفير العيطان ، قائلا "إننا نقوم بكل ما هو مطلوب حسب درجات التقييم". وشدد على أن الإفراج عن السفير العيطان ، الذي وصفه بالنشمى والشجاع ، ووصوله إلى الأردن أنهى كابوسا عاشه كل الأردنيين والأردنيات على مدى حوالي شهر منذ اختطافه في منتصف أبريل الماضي..مؤكدا على أن إطلاق سراح السفير الأردني يعد دليلا على قوة الدولة الأردنية ومؤسساتها وتميزها.