مصير غامض لم تتضح ملامحه بعد يحيط بالصحف القومية بعد اكتساح الاسلاميين لمجلس الشورى المتحكم الاول في ملكية تلك الصحف خاصة مع التصريحات التي اطلقها قادة التيار السلفي قبيل الانتخابات البرلمانية والتي اعتبرها الكثيرون نذير خطر يهدد حرية أو الصحافة. عبر خالد البلشي رئيس تحرير صحيفة البديل الجديدة عن تشاؤمه ازاء الوضع الراهن مضيفا ان الشعب هو الذي اختار ان يكون البرلمان اسلاميًا وطالما اختار الشعب ذلك فعلينا ان نتقبل اختياره واذا ما تحولت الصحف القومية الى الشكل الاسلامي في ظل نمط الملكية الحالي الذي يمنح لمجلس الشورى ملكية الصحف القومية فليكن طالما هو اختيار الشعب. وقال البلشي "ان الطريق الاخر المطروح امامنا ليس الخوف ولكن ايجاد اليه جديدة واشكال ملكية حقيقية معبرة عن الشعب اقتصاديا واجتماعيا وتكون هي الحكم لاشخاص لا تعبر عنهم الصحف الاخرى" واضاف ان شكل الملكية الامثل ليس في الخصخصة كما يطرح البعض ولكن ان تكون مثل هيئة الاذاعة البريطانية مستقلة ولا تتأثر بتغير التيار. وقال الكاتب الصحفي سعد هجرس يجب ان تتعامل التيارات الاسلامية بحكمة مع الوضع الراهن فالصحافة مثلها مثل الداخلية والقوات العسكرية يجب ان تتخذ دوما موقف الحياد فلا معنى ان تكون الصحف متمشية مع النظام الحاكم لتكون اليوم اسلامية وغدًا ليبرالية فهي مسائل ينبغي الترفع عنها والنظر الى امور اكثر اهمية ووجه هجرس رسالة الى القوى الاسلامية تحت قبة البرلمان قائلاً "ان قراراتهم فيما يخص الاعلام ستكون بمثابة اختبار حقيقي لهم وتأكيدا انهم لم يأتوا ليحاربوا حرية الراي والتعبير مضيفا اغلبية اليوم ستكون اقلية الغد وبقاء الحال من المحال". واكد اكرم القصاص مدير تحرير جريدة اليوم السابع ان سيطرة الاسلاميين على البرلمان سيكون لها تأثيرها على القوانين والتشريعات بدون شك ولكن لن تكون مثل تجربة الحزب الوطني التي يستحيل تكرارها كما يقول القصاص مضيفا ان ثورة 25 يناير غيرت شكل السلطة ومن الصعب ان يترك الشعب اي تيار يسيطر عليه من جديد وسيسقطه. وأشار الى صعوبة تطبيق بعض التصريحات غير المسئولة، التي خرجت من بعض قادة التيارات الاسلامية فيما يخص الصحافة وقال "الكلام يختلف عن الفعل والحياة السياسية التي سيطر عليها الاسلاميين ليست هي الشعب والصحف القومية مملوئة بالصحفيين من تيارات مختلفة سيحاربون من اجل الحفاظ على شكل صحفهم بعيدا عن الشكل الاسلامي".