دور التراث الحضارى فى بناء الشخصية المصرية فى ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة

عقدت لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة برئاسة عالم المصريات الدكتور عبد الحليم نور الدين ندوتها الشهرية التى حملت عنوان
"دور التراث الحضارى فى مصر عبر العصور فى بناء الشخصية المصرية" بمبنى الأعلى للثقافة بساحة دار الأوبرا وذلك تحت رعاية الدكتور سعيد توفيق أمين عام المجلس.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام اللجنة -فى تصريح اليوم الاربعاء -بأنه أدار الندوة الدكتور علاء شاهين أستاذ اثار المصرية وعميد كلية الآثار الأسبق وتضمنت محاضرتين الأولى للدكتور عبد الحليم نور الدين حيث أشار لأبعاد الشخصية المصرية عبر التاريخ وأسرار التغير الهائل فى الشخصية المصرية.
مؤكداً أن المصريين قادرون على النهوض واستراد قوتهم وشخصيتهم الملهمة والمكونة لكل عناصر التفرد والنبوغ والتى كانت أساس نهضتها الحضارية عبر كل العصور.
وقال ريحان إن المحاضرة الثانية القاها المهندس ماجد الراهب رئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث المصرى و تحدث فيها عن شخصية لها دور عظيم فى حركة التنوير فى مصر وهو القديس اكليمنضس السكندرى أحد عمداء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية الذى ولد عام 150م وتوفى 202 م .
وأشار الى ان كتابه الشهير " المربى " الذى يعد أهم مرجع منذ القرن الثانى الميلادى حتى وقتنا هذا فى الدراسات التربوية ويتكون من 13 فصلا تتضمن تعريف المربى سواء كان رجل دين أو ولى أمر أو معلما وهو من يسعى إلى الرقى بالروح مؤدبا إياها لتسمو إلى الحياة الفاضلة وليس مجرد التلقين الذى يكسبها فضيلة ذهنية فى وقت يعتمد فيه التعليم حالياً على مجرد التلقين.
وأوضح الدكتور ريحان أن الندوة تضمنت التعريف بأخلاقيات الزواج وقيم المساواة ودور الشباب وضرورة أن يتحلى بالمعرفة والخلق كوسيلة للسمو بنفسه وبوطنه .
وتابع أن الدكتور أحمد نصار رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم وأبحاث الأهرام والإعلام الصحى (شمس النيل) طرح على الحضور مشروع المستقبل المشروع القومى لإحياء مكارم الأخلاق ، ووافق الجميع على الانضمام إليه حيث يمثل المشروع دعوة عالمية لمواجهة الانهيار الأخلاقى الذى يهدد حاضر ومستقبل مصر والعالم ويشارك فيه عدة جهات بحثية وجمعيات ومؤسسات مجتمع مدنى ونقابات ووزرات والمحليات متخذين الدستور الأخلاقى لأشرف الخلق محمد عليه الصلاة والسلام لترسيخ مكارم الأخلاق فى كل مناحى الحياة .
وقال ريحان إن المشروع يقدم كشفا علميا لكوارث الانهيار الأخلاقى وطرح وتنفيذ المشروعات العلمية والتنموية ودعوة أكبر عدد من المنظمات الدولية والعربية والإسلامية لحوار حضارى حول كيفية إحياء مكارم الأخلاق وأخلاقيات العلم لإصدار ميثاق أخلاقى عالمى ومحلى يلتزم به الجميع وتشكيل لجنة قومية باسم (اللجنة القومية العليا لمكارم الأخلاق) من الشخصيات العامة والعادية فى كل المجالات والتى تحظى بمصداقية وسمعة حسنة مهمتها نشر القيم والأخلاق فى المدارس والجامعات والمنتديات الثقافية والنوادى والنقابات وغيرها ووضع المناهج الخاصة بذلك وعمل جوائز دولية ومحلية لأبرز الدراسات والكتب والأعمال الفنية التى تحض على مكارم الأخلاق وترسخ لها بأسلوب علم.
وفى ختام الندوة أعلن الدكتور عبد الحليم نور الدين عن موعد انعقاد الندوة القادمة ظهر يوم الثلاثاء 3 يونيو القادم تحت عنوان
"سيناء بين الواقع والمأمول"، ويحاضر بها الدكتور عبد الحليم نور الدين والدكتور علاء شاهين والمهندس ماجد الراهب والدكتور عبد الرحيم ريحان ويصاحب الندوة معرضاً للصور لآثار سيناء من إعداد الدكتور عاطف عبد الدايم رئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة الفيوم والدكتور عبد الرحيم ريحان.