أفاد رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد اليوم الثلاثاء بأنه سيتم الإعلان قريبا عن إنشاء صندوق برأسمال مليار دولار نواته مائة مليون دولار سيقدمها رجال الأعمال الفلسطينيون لدعم القدس وإنقاذ بيت المقدس والمقدسات والأثار الإسلامية والمسيحية. جاء ذلك أمام المؤتمر الدولي الأول (الطريق إلى القدس) الذي يواصل أعماله لليوم الثاني على التوالي في عمان والذي تنظمه لجنة (فلسطين) النيابية بالتعاون مع البرلمان العربي وجامعة العلوم الإسلامية الأردنية بمشاركة نخبة من علماء الدين الإسلامي والمسيحي والسياسيين والمفكرين والبرلمانيين من الدول العربية والإسلامية. وقد عقدت اليوم جلستان صباحيتان بعنوان (سبل استنهاض العالمين العربي والإسلامي .. والإسراع في إيصال الدعم للأقصى والمقدسيين) ، وركز المتحدثون على مكانة القدس وأهميتها بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية بصفتها قضية وطنية وعربية وعالمية عادلة ، معربين عن اعتزازهم بالمقدسيين الذين ينامون داخل المسجد الأقصى على الدوام كي لا يفسحوا المجال لقطعان المستوطنين لتنفيذ مخططاتهم العدوانية والتوسعية وبناء هيكلهم المزعوم. وأكد المتحدثون أن اتفاقية الوصاية الهاشمية على بيت المقدس جاءت في الوقت المناسب لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وعدم المساس بها ، مشددين على أهمية مواصلة التنسيق الأردنيالفلسطيني حول هذا الموضوع ، وداعين إلى عقد مؤتمر دولي في القدس يجمع العرب والمسلمين. وقالوا إن زيارة القدس واجب على كل مسلم وعلى زعماء العالم العربي والإسلامي البحث عن القواسم المشتركة والكلمة السواء وإعداد الشعوب لتحمل مسئولياتها لإحقاق الحقوق العربية المشروعة في القدس الشريف ، مطالبين باستنهاض الهمم لنصرة القدس وإيصال المساعدات للمقدسيين ودعم صمودهم في مواجهة المخططات الاستيطانية والتوسعية والتهويدية للمدينة المقدسة. وشددوا على أن تنظيم المؤتمر في عمان يشكل إشارة مهمة للدور الهاشمي تجاه فلسطينوالقدس ومقدساتها بشكل خاص، داعين إلى التوصل لقرارات تنفيذية لإنقاذ المدينة المقدسة وتوحيد جهود العرب والمسلمين لإفشال المخطط الصهيوني الغاشم تجاه المدينة. وطالبوا بضرورة تعميق الثقافة العامة والاهتمام بالمسجد الأقصى وإيقاظ جذوة الغيرة في نفوس الناس تجاه الأقصى والمقدسات ، معربين عن امتنانهم وتقديرهم للجهود التي يبذلها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وحرصه على احتضان المؤتمر. وأبدى المتحدثون تمنياتهم في أن يخرج المؤتمر بقرارات وتوصيات لدعم القدس في مواجهة مخاطر التهويد الصهيوني المتكررة على المدينة المقدسة..رافضين المحاولات الإسرائيلية البائسة لتقسيم ساحات الأقصى زمانيا ومكانيا لإتاحة المجال أمام المتطرفين اليهود لأداء شعائرهم في ساحات المسجد. وعلى صعيد متصل.. أكد رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية رئيس المحاكم الشرعية في القدس الشريف الشيخ عبدالعظيم سلهب على أهمية توقيت انعقاد المؤتمر في ظل هذه الأوقات العصيبة التي تتعرض لها المدينة من هجمة استيطانية شرسة تستهدف وجودها وتاريخها عبر محاولات طمس هويتها ومعالمها العربية والإسلامية. وقال سلهب - لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) اليوم - إن المؤتمر يعبر عن الخطر الذي يهدد المدينة المقدسة وقد أصبحت اليوم معزولة عن محيطها الفلسطيني من خلال التوسع في بناء المستوطنات واستكمال بناء جدار الفصل العنصري الذي يضيق الخناق عليها. وأشاد بالمواقف الأردنية الصلبة تجاه محاولات الاحتلال المتكررة لنزع الوصاية الهاشمية من على الأقصى والمقدسات الإسلامية وإغلاق دائرة الأوقاف الإسلامية ما يعني السيطرة على المسجد والأوقاف وممتلكاتها في القدس وهي تعادل 50 % من عقارات المدينة إلا أن كل تلك المحاولات تحطمت أمام تنبه القيادة الأردنية ووعيها لما يحاك ضد المقدسات الإسلامية في فلسطين. وشدد سلهب على ضرورة تكاتف الجهود العربية حيال الأقصى لأنه لا يجوز أن يترك الفلسطينيون وحدهم يواجهون هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف وجودهم كما لا يجوز أن تترك الأردن وحدها كذلك فالواجب يستدعي تضافر الجهود للعمل على حماية المسجد المبارك..مطالبا بتوثيق العلاقة ما بين القدس وأهلها في الخارج وأن تقوم السفارات العربية والإسلامية بدورها في حشد الرأي العام ووضعه بصورة ما تتعرض له المدينة المقدسة من انتهاكات خطيرة.