* ردًا على فتوى ل"برهامي" تبيح هرب الرجل عند اغتصاب زوجته: * رئيس لجنة الفتوى: "أشرف" للزوج أن يموت دفاعًا عن زوجته من الاغتصاب بدلاً من الهرب * الأوقاف: فتواك لا أصل لها شرعا أو عرفا.. وتضحية الرجل بنفسه دفاعا عن زوجته واجب ديني * مدير عام الوعظ ل"برهامي": أنت تفتي بما لا تعلم.. والأزهر منارة الفتوى * "كريمة" ساخراً: برهامي يريد مجتمعا من ال"قواد" تموت نخوته بذريعة الحفاظ على النفس أكد الدكتور عيد سعيد أمين لجنة الفتوي بالجامع الأزهر، أن تضحية الرجل بنفسه حفاظاً على عدم انتهاك حرمة زوجته "واجب ديني"، وإذا قتل فهو شهيد، والقتل أشرف له من الهروب، مشيرًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد". وشدد: يجب الإنسان المحافظة على ماله من الأعداء وإذا مات يحتسب عند الله شهيدا، مستشدها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَتَانِي رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟، قَالَ : لا تُعْطِهِ مَالَكَ، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِيَ؟، قَالَ : فَقَاتِلْهُ، قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟، قَالَ: فَأَنْتَ شَهِيدٌ ، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟، قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ". وأضاف أمين لجنة الفتوي بالجامع الأزهر، الفتوى لا تصدر إلا من مكانها وهو الأزهر الشريف وعلماؤه، ومن يفتي بعيدًا عنه فالقانون أولى بمعاقبته. من جانبه، قال الدكتور السعيد محمد على، مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، إنه يجب عل كل مسلم أن يحافظ على عرضه حتى لو أدى ذلك إلى حبسه أو موته، والتضحية حفاظا على عرض الزوجة واجب ديني، مضيفًا أن الزوج إذا قتل دفاعا عن عرض زوجته أدخله الله مكان رفيعا في الجنة، لحديث: "من مات دون عرضه". وأشار مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، إلى أن فتوى الدكتور ياسر برهامي، التي تبيح هرب الزوج عن الاعتداء على زوجته حفاظاً على حياته ليس لها وجود في الشرع ولا العرف، لافتا إلى أننا مجتمع عربي نقف في وجه المعتدين حتى الموت مستشهدا بقول الشاعر حسان بن ثابت: أصون عرضي بمالي لا أدنسه.. لا بارك الله بعد العرض في المال. وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور عبدالعزيز النجار مدير عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن الرسول -صلى الله الله عليه وسلم- بين في حديثه الشريف، أنه "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد..."، مشيراً إلى أنه يجب على الإنسان أن يدافع عن نفسه وماله، وبالتالي الدفاع عن العرض أولى من الدفاع عن المال. ولفت مدير عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، معقبًا على فتوى الشيخ ياسر برهامي التي تتيح للرجل الهرب عن الاعتداء على زوجته حفاظا على نفسه، أن دفاع الزوج عن زوجته حتى الموت أكرم له وإذا مات يحتسب شهيدًا ويوضع في أعلى مكان في اللجنة منزلةً. ووجه النجار رسالة لبرهامي قائلاً: أنت تفتي بما لا تعلم، والأزهر منارة الفتوى وهو من يعلمها ويُدرسها علماؤه في شتى بقاع الدنيا. بدوره، انتقد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فتوى الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بأنه يجوز للزوج ترك زوجته للمغتصبين حفاظاً على النفس، قائلا: "نعوذ بالله من الجهل والجاهلين والافتراء على الدين ومن إشاعة الفواشح في المجتمع. وأضاف "كريمة" ساخراً: "شيء غريب أن يدلى أحد شيوخ السلفية برؤية وبصيرة تتعلق بالشريعة الإسلامية، تجعل الناس أشبه بالقواد الذين تموت نخوتهم ويتركون نسائهم للذئاب البشرية". واستشهد "كريمة" بقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم: "من قتل دون ماله وعرضه وأهله فهو شهيد"، مشيرا إلى أن فقهاء الشريعة الإسلامية أكدوا وجوب الدفاع عن العرض حتى لو أدي إلى الموت. يذكر أن الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، قد أفتى على أحد المواقع بإباحة عدم الدفاع عن العرض إذا ظن الرجل أنه سيقتل على اليد المعتدين الذين يريدون اغتصاب زوجته، واستشهد برهامي بفتوى للإمام العز بن عبد السلام عن وجوب تسليم المال للصوص حفاظا على النفس من القتل.