أكد السفير الأوكراني لدى ليبيا ميكولا ناهورني أن الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة ستعبر عن إرادة الشعب لبناء دولة مستقرة يعيش فيها الجميع، مؤكدا أنها ستكون رسالة للعالم بأن البلاد تسيير نحو الديمقراطية وعودة الاستقرار. وقال ناهورني - في حديث مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت: إن الشعب المصر سيساهم وبقوة في عودة الاستقرار والهدوء إلى بلاده عقب الانتخابات الرئاسية، بعد مخاض عسير استمر ما يقرب من ثلاث سنوات، مؤكدا أن الانتخابات ستكون شفافة وعادلة يشهد به الشعب والمجتمع الدولي. وأضاف أن علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات قوية ووطيدة، لافتا إلى أن السوق المصري يجذب رجال الأعمال الأوكرانيين على تنفيذ العديد من مشروعاتهم وتنشيط تجاراتهم واستثماراتهم. وأوضح أن الشركات الأوكرانية تشارك في مصر باستخراج النفط والتعاون في مجال الطيران والفضاء، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل العام الماضي الي أكثر من 2 مليار دولار وسيزداد مع نهاية هذا العام إلي 3 مليارات دولار تقريبا، لما تتميز به من موقع استراتيجي وقوة شرائية كبيرة بالمنطقة. وحول العلاقات الليبية الأوكرانية، وصف سفير أوكرانيا العلاقات بين البلدين بالقوية والمتينة قبل الثورة وبعدها، مشيرا إلى أن العلاقات بين شعبين وليست حكومات. وأضاف أنه لا توجد استثمارات أوكرانية في ليبيا، ولكن هناك تعاون في مجال الصحة والتعليم بين البلدين، منوها بان العديد من الطلاب الليبيين يدرسون بالجامعات الأوكرانية، من أجل الحصول على شهادة الماجستير والدكتوراة، وتوفر لهم الحكومة الاوكرانية كافة متطلبات دراستهم بالجامعات. وبشأن التعاون في مجال الصحة، قال السفير ناهورني: إن هناك عناصر طبية أوكرانية تعمل بالمستشفيات الليبية، في المقابل يسمح للعديد من المرضى الليبيين بالدخول إلي أوكرانيا من أجل العلاج وإجراء العمليات الجراحية على أيدي كبار الاطباء هناك. وفيما يتعلق بحجم التبادل التجاري بين البلدين، أشار السفير إلي أن حجم التبادل التجار بلغ قبل الثورة 200 مليون دولار، ووصل الآن إلي 300 مليون دولار غالبيتها صادرات أوكرانية بنسبة 99%. وردا على سؤال حول عدم تأثر أوكرانيا في صادراتها الي ليبيا بالظروف الأمنية في ليبيا بالرغم من تأثر غالبية الدول الأوروبية بالوضع الأمني، أشار السفير إلي أن الوضع الأمني الداخلي في ليبيا، أثر على الدول الأوروبية التي تعتمد على استيراد النفط من ليبيا، مشيرا إلي أن بلاده لا تستورد النفط من ليبيا، ما أدى إلي عدم تاثير الوضع الأمني على صادارت بلاده الي طرابلس، مؤكدا ان الأوضاع الأمنية لا تؤثر على متطلبات الشعب الليبي من أوكرانيا. وحول الأزمة الروسية الأوكرانية، قال السفير إن العلاقات بين البلدين تاريخية ووطيدة مشيرا إلي أن روسيا هي الشقيقة الكبرى لأوكرانيا. وأضاف أن بلاده وقعت مع روسيا اتفاقية "بودابست" عام 1994، نصت على تقديم روسيا والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا ضمانات لأوكرانيا مقابل نزع السلاح النووي الأوكراني. وأوضح أن بلاده نفذت الأتفاق كاملا بالرغم من أنها كانت ثالث دولة تملك أسلحة نووية على مستوى العالم عام 1991، قائلا: إن "روسيا لم تلتزم بوحدة الأراضي الأوكرانية، وقامت بضم شبة جزيرة القرم وانتشار قواتها بشبه جزيرة القرم ومحاصرة كافة مؤسسات الدولة" حسب قوله. وبشأن تأكيد المتحدث بأسم الكرملين بانه لا توجد قوات روسية على الحدود مع أوكرانيا، قال السفير الاوكراني إنه "حسب المعلومات ليست من أوكرانيا، بل من حلف الأطلنطي وأمريكا، أن القوات الروسية متواجدة على الحدود مع أوكرانيا بأكثر من 50 الف جندي في المنطقة الشرقية للبلاد، وفي شية جزيرة القرم أكثر من 25 الف جندي، لافتا إلى أن روسيا تتحمل مسئولية تدهور الوضع في شرق أوكرانيا حسب قوله". ودعا سفير أوكرانياروسيا أن تنصت للمجتمع الدولي حول ازمتها مع شقيقتها أوكرانيا، منوها بأن المواجهة بين الشعبين ليست في صالح أحدهما، لآن العلاقة مع روسيا وشعبها أقوى بكثير من هذه الخلافات لان هناك ترابط بين البلدين.